1 - الإشارة إلى قومهم بـ (هؤلاء) في مقام اللوم والذم فيه تحقير لهم وتشنيع عليهم، يقول ابن عاشور:"والإشارة إلى قومهم بـ (هؤلاء) لقصد تمييزهم بما سيخبر به عنهم، وفي هذه الإشارة تعريض بالتعجب من حالهم وتفضيح صنعهم، وهو من لوازم قصد التمييز".

2 - تبيين المشار إليهم وتحديدهم بـ (قومنا) ونسبة ذلك إليهم فيه مزيد فضح لجرمهم، لأنهم أعرف بهم.

3 - ذكر مادة الاتخاذ (اتخذوا) تدل على القصد والتخيُّر.

4 - النص على المتخذ (من دونه آلهة)، ومجيء ذلك بالجمع يدل على تعدد آلهتهم، وهذا مخالف لمقتضى العقل والفطرة والقياس.

5 - في قولهم (لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) استدلال وحجاج يقتضيه العقل، ومثل هؤلاء يحسن جدالهم من خلال منطقهم لإقامة الحجة عليهم.

6 - و (لولا) حرف تحْضيض. حقيقتهُ: الحثّ على تحصيل مدخولها، ولما كان الإتيان بسلطان على ثبوت الإلهية للأصنام التي اتخذوها آلهة متعذراً بقرينة أنهم أنكروه عليهم انصرف التحضيض إلى التبكيت والتغليط، أي اتخذوا آلهة من دون الله لا برهان على إلهيتهم.

7 - في قوله: (عليهم) أي: على ألوهية آلهتهم، أو صحة اتخاذها، والحمل على الأمرين أولى.

8 - ذكر كلمة (سلطان) فيها إشارة إلى الدليل القوي الذي يكون في مقام السلطان في قوته، والحق دائماً يكون معه سلطان وبرهان ودليل.

9 - وصف (السلطان) (بالبيّن) تقطع السبيل على حججهم الموهمة والواهنة، وفي هذا تبكيت لهم وإلقام للحجر.

10 - ذكر أداة السؤال (من) في (فمن أظلم) فيه إنكار عليهم بإدعاء الشريك مع الله.

11 - ذكر مادة الظلم هنا دليل على أن الشرك والكذب على الله من أعظم الظلم.

12 - ذكر الافتراء وكونه على الله فيه توبيخ شديد لهم.

13 - ذكر الكذب بعد الافتراء فيه تفصيل لنوع الافتراء، وأنه كذب، والكذب من أرذل الأخلاق وأسوئها.

? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً ?

1 - يتعين أن يكون هذا من كلام بعضهم لبعض على سبيل النصح والمشورة الصائبة.

2 - ذكر الاعتزال (اعتزلتموهم) وكونه بعد (إذ) يفيد أن ذلك قد تم وانقضى، وأنه ينبغي أن يبنى عليه أمر آخر، وهو هنا توجيههم إلى الكهف.

3 - ذكر مادة الاعتزال توحي بالافتراق، وقد تكون صورته في الاعتقاد، أو في الأجساد، والاعتزال يشعر بعدم الملاقاة وعدم الاتفاق.

4 - ذكر المعتزل وهو قولهم، (وما يعبدون) دليل على أن المعتقد له الأثر الأكبر في تنظيم علاقات الناس، فهم قد اعتزلوا قومهم، واعتزلوا ما يعبد قومهم من دون الله.

5 - الاستثناء في (إلا الله) منقطع، فهذا لا يعني أنهم كانوا يعبدون الله.

6 - ذكر الإيواء في (فأووا) وترتّبه على ما سبق يدل على حاجتهم إليه، وأنه الحل لمشكلتهم، والإيواء ذكر معهم سابقا، ً وهو يشعر بحاجتهم إلى مأوى يجدون فيه الأمان، وهذا دليل على عظم المنة على الإنسان بوجود مأوى (مسكن) يأوي إليه.

7 - ذكر (الكهف) وتكرار ذكره يدل على عظم شأنه في هذه القصة، وقد قدمنا بعض دلالات ذلك.

8 - قد يكون في ذكر المكان إتمام لعملهم السابق، فيكون المراد إذا كنتم قد اعتزلتم قومكم عقدياً، فاعتزلوهم جسدياً.

9 - ذكر مادة النشر (ينشر) فيه دلالة السعة، وكون ذلك مع ا لرحمة فيه فضل عظيم.

10 - في قوله (لكم) تدل اللام على اختصاصهم بذلك.

11 - ذكر وصف الربوبية تكرر كثيراً، وهو يتناسب مع الرحمة والسعة.

12 - في ذكر (من) مع الرحمة (من رحمته) ما يدل على سعة رحمة الله، وهذا المنشور الواسع جزء من تلك الرحمة الواسعة.

13 - ذكر التهيئة مناسب لطلبهم ذلك من قلبهم، وكذلك الرحمة ?رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا?، فهذا دليل على استجابة الله لدعائهم، وهذا يشحذ همم المؤمنين للاهتمام بأمر الدعاء، وخصوصاً في الشدائد.

14 - في ذكر مادة التهيئة ما يشعر بالعناية تشبيهاً بتهيئة القرى للضيف المعتنى به.

15 - مجيء الفعلين (يهيئ وينشر) مجزومين في جواب الطلب (فأووا) يدل على الثقة بالرجاء والدعاء، وقد ساقوه مساق الحاصل لشدة ثقتهم بلطف ربهم بالمؤمنين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015