ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2010, 09:42 م]ـ

قال ذلك مفتي المملكة والحويني حفظهما الله والألباني وابن باز رحمهما الله ويقوله كل عالم منصف يغار على العلم وأهله.

فالقصد القصد وفقكم الله وبارك فيكم.

لقد توقعت ردكم هذا حفظكم الله وبارك فيكم

وكل من ذكرت على العين والرأس علماء أجلاء، رحم الله من مات منهم وحفظ الحي ونفع بهم وبعلمهم.

ومع هذا فلا زلت أعجب من كلامهم، والحق لا يستدل عليه بكلام الرجال وإنما يستدل عليه من خلال مدى موافقته لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموازين العقل التي تحكمها البشرية في الحكم على القضايا.

الذي أفهمه أن من ذكرت لم يحكموا على علمية سيد وفقهيته من خلال دراسة مستفيضة لكتبه وإنما كان ذلك الحكم من باب الاعتذار لسيد في جلسة عابره في مورد الرد على بعض الأسئلة الموجهة حول الرجل وربما قصد أصحابها الحط من قدر الرجل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

والغيرة على العلم وأهله لا تكون بغمط الناس والحط من أقدارهم والتحامل عليهم.

وأنا وفي هذا الملتقى المبارك أتحدى أي أحد أن يثبت لنا من خلال الدراسة لمؤلف الظلال أن يثبت لنا أن سيدا لم يكن عالما بالعربية ولابالتفسير ولا بالحديث ولا بالفقة ولا بالسيرة ولا بواقع البشرية في العصر الذي عاشه سيد رحمه الله.

فهذا الميدان مفتوح والدعاوى إذا لم تسندها البينة تبقى دعوى لا قيمة لها.

ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 10:52 م]ـ

أعانك الله أبا سعد الغامديّ

من جبهة إلى جبهة تتنقّل. حفظك الله ورعاك وسدّدك.

ولن ينقضي عجبك إن علمت أنّ بعضهم يهاجم سيّداً -رحمه الله- وأمثاله، ويدافع عن الجابريّ - من أراحنا الله منه - وأضرابه.

وصدّقني لو وضعت لهم قامات عظيمة لها تأثير كبير في المسلمين؛ كلّ في عصره: كالعزّ بن عبد السّلام، وصلاح الدّين الأيّوبيّ، والمودوديّ، وكشك، وكلّ من قاوم الطّغاة ولو بكلمة واحدة لوجدتهم يصبّون جام غضبهم عليهم؛ يطاردون كلّ موضوع يتحدّث عنهم؛ ويتّهمونههم بالجهل.

إنّهم مرجئة على الحكّام؛ جبريّة على العوامّ؛ مضلّلة لكلّ من يريد النّهوض.

يستشهدون بمقولات قالها أيضاً بشر لهم أخطاؤهم، وليست أقوالهم معصومة.

ولا ننسى الشّيخ الألبانيّ رحمه الله تعالى ونفع بعلمه الأمّة المسلمة خطأه الكبير في فتواه الشّهيرة بخروج أهل فلسطين من فلسطين.

وتعليقات العلماء على فتواه الشّهيرة. حتّى قال العلامة الرّاحل مصطفى الزّرقاء -رحمه الله-: فتوى الألبانيّ بلاء لا تقبلها أرض ولا سماء. فهل نجهّل الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله-؟

مع علمنا بمدح الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله - في أكثر من شريط لسيّد -رحمه الله- وتقبّله في الشّهداء وعفا عمّا وقع فيه من أخطاء.

من الّذي ما ساء قطّ ومن له الحسنى فقط؟ إلا الله تبارك وتعالى.

وكذا الشّيخ أبي إسحق الحوينيّ - حفظه الله، ونفع به الأمّة- سمعته يتحدّث عن مسابقة المزمار الذّهبيّ في قناة الفجر الّتي فرضت نفسها على كثير ممّن يستمعون الأغاني أن يتوجّهوا لها ليستمتعوا بها ويشنّفوا آذانهم بعظمة التّلاوة وجمالها.

يقول على لسان صعيدي: المزمار البلديّ! أيجوز هذا؟ فقد سمّيت المسابقة أخذاً من حديث الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود)).

فهل يُجهّل الحوينيّ أم يُعتذر عنه؟

أنا أتمتّع بحلاوة حديثه وهدوئه؛ لكنّه عندما يبدأ في هجومه يكون كاسحاً ملغياً كلّ أحد.

أهذا مدح أم ذمّ؟

فهذا كلّه من ذاك.

ما من أحد إلا يخطئ، فهل نجهّل الألبانيّ وتلميذه الحوينيّ لخطأين أو أخطاء ارتكبوها؟

وبخاصّة من يعيش وكرشه منتفخ أمامه سمناً، والله يبغض الحبر السّمين، ومن مات وبطنه لصيق ظهره على لا إله إلا الله، الّتي صدق سيّدٌ ربَّه فصدقه -كما نحسبه والله نزكّي على الله أحداً- إذ قال:

إنّ كلماتنا تبقى عرائس من الشّمع حتّى إذا متنا من أجلها انطلقت حيّة وعاشت بين الأحياء.

وإنّي لأعلم علم اليقين أنّ وراء الهجمة على القامات الّتي ذكرت أناس لا يريدون لهذه الأمّة أن تنهض من سباتها، ولا أن تقوم من كبوتها. ولقد شكّلت ذات ليلة كيديّة لجنة علميّة في أحد أروقة وزارة معيّنة للنّظر في تغيّر بعض طلبة العلم ودراسة الشّخصيّات الّتي أثّرت فيهم، ونفخت فيهم هذه الرّوح المتّقدة بالإيمان. فكان على رأس القائمة: من ذكرت: المودودي وسيّد وكشك والقرضاويّ والغزاليّ.

فتخصّص أحدهم لسيّد وبدأ ينبش عن كلّ شيء صريح وغير صريح. أهذا منهج السّلف؟

وقد قلت حين أهدى إليّ أحدهم كتاباً يتّهم فيه سيّداً بسبّ الصّحابة -رضي الله عنهم-:

لقد صدق في نقله، وكذب في فهمه.

ثمّ انظر شيخك كيف يعيش وانظر كيف مات سيّد!

تموت الأسد في الغابات جوعاً * ولحم الضّأن يلقى للكلاب

ثمّ نكب الله هذا الشّيخ. وما نكبته عن الآخرين ببعيدة.

وهذا من بركات سيّد -رحمه الله- أن تناله الألسنة ويبقى ميزان حسناته لا يتوقّف بإذن الله تعالى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015