1 - المعنى (وهو محتوى الكلام) وينقسم إلى قسمين:-
أ - الخبر (الحقائق) ب- الإنشاء (الأحكام أو الأوامر والنواهي ونحوها)
2 - اللفظ (وهو مسموع الكلام) وهو في القرآن يسمى (تلاوة).
والنسخ – حسب رأيهم - صفة تدخل على كل نوع من هذه الأنواع حسب هذا التقسيم، فإما أن ينسخ الخبر دون اللفظ (التلاوة) أو أن ينسخ الحكم دون اللفظ (التلاوة) أو أن تنسخ التلاوة (اللفظ) دون الحكم أو أن تنسخ التلاوة (اللفظ) والحكم (المعنى) معاً؛ وبذلك تبلورت أشكال النسخ الأربعة؛ وهي:-
1 - نسخ الخبر دون التلاوة
2 - نسخ الحكم دون التلاوة
3 - نسخ التلاوة دون الحكم
4 - نسخ الحكم والتلاوة معاً
وهذا التقسيم المدرسي قد اقتضى أن يُبحث لكل قسم من هذه الأقسام – حسبما يرى الباحث – عن أمثلة ونماذج يقوم عليها القسم كله، ومعلوم أن نسخ التلاوة دون الحكم لم يجد له العلماء إلا مثالين لا ثالث لهما، ومن أجل ذلك غلب الجانب النظري في دراسة النسخ، يقول الدكتور مصطفى زيد: (وعندما بدأ التصنيف في علم أصول الفقه لم يكن بد من العناية بدراسة (النسخ) ضمن موضوعاته بوصفه ظاهرة ترد على بعض النصوص التشريعية، وقد كانت هذه الدراسة - وما زالت - أقرب إلى الناحية النظرية؛ إذ لا تكاد تمس ناحية التطبيق إلا عندما تحتاج إلى التمثيل)
الردود الممكنة على نسخ التلاوة:
للعلماء المنكرين لنسخ التلاوة ردود منها ما يأتي
1 - نسخ التلاوة دون الحكم:
ولهذا النوع مثالان لا ثالث لهما هما آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم) وآية الرضاعة وهي ما روى عن عائشة رضي الله عنها: (كان فيما أنزل عشر رضعات يحرمن ونسخن بخمس معلومات) وتقول عائشة رضي الله عنها عن هاتين الآيتين: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا ما هو الآن) ويروى أن عائشة تركت الصحيفة التي فيها سورة الأحزاب وفيها الرجم والرضاعة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت داجن (ماعز) فأكلتها
وقد واجه بعض العلماء هذا النوع من النسخ بانتقادات شديدة منها:-
- برزت آية الرجم هذه أول ما برزت في موطأ مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: (إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا) والراوي سعيد بن المسيب ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، أي أن عمر سعيد عند وفاة عمر ثماني سنوات على الأكثر؛ فهو لذلك لم يدركه إدراك من يحفظ عنه، وقد روي أنه قيل له: أدركت عمر بن الخطاب؟ قال: لا، ورغم كل ذلك فهذا الحديث ليس فيه ما يثبت أنها آية قرآنية بل أنه ينفي ذلك؛ بدليل قول عمر رضي الله عنه " لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى" وهذا الكلام يؤكد أهمية التمسك بالأحكام الواردة في السنة، وكلام عمر هنا كحديث النبي صلى الله عليه وسلم
"يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ "
- ذهب القاضي أبو بكر بن العربي إلى أن كل هذه الروايات التي تزعم وجود قرآن منسوخ التلاوة إنما هي روايات آحاد لا يصح التعويل عليها
¥