نص في البخاري مشكل

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2009, 07:29 م]ـ

حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه

هذا نص مشكل وسبب الاشكال فيه ان هذا المعنى المقصود للنسخ هو من اقوال المتاخرين فهل كان الصحابة يعلمون النسخ بما هو مفهوم عند المتاخرين من انه رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه؟

واذا كان الامر كذلك فلماذا اغفل جميع الاصوليين ومن كتب في علوم القران عزو هذا المعنى للصحابة؟

واذا لم يكن الامر كذلك فكيف يمكن توجيه هذا القول؟

وكيف يجوز وقوع مثل هذا السؤال من ابن الزبير؟ هل كان يعتقد بان عثمان رضي الله عنه كان يتدخل في امر المصحف؟ مع ان المسلمين اجمعوا على ان النص القراني لاتدخل لاحد فيه ووقع هذا الاجماع من عهد الصحابة الى اليوم بل هذا هو معتقد المسلمين عبر العصور

ارجو من الاخوة الكرام الادلاء بدلائهم في هذا الامر

ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:09 ص]ـ

الأستاذ الفاضل: جمال أو حسان ... سأقول ما أعرف في هذه المسألة:

1ـ النسخ بالمعنى الذي ذكرت .. ليس من أقوال المتأخرين فحسب ... وإنما حتى عند السلف من الصحابة وغيرهم .. لكن الفرق أن المتأخرين (خصصوه) بهذا المعنى دون غيره .. والسلف (على عمومه) ويدخل فيه (النسخ) بالمعنى المتأخر من باب أولى .. بل هو الأصل في معناه إذا أطلق .. وكانت عباراتهم تختلف فيه (آخر الأمرين) .. (أول الأمر) ... وغير ذلك مما لا يخفى

2ـ وأعتقد أن سؤال ابن الزبير لم يكن لاعتقاده أن عثمان يغير ... ولكن لأن وضع الآية يستدعي السؤال .. فالآية منسوخة صراحة .. وناسخها موجود في القرآن ... فهو مجرد سؤال اقتضاه وضع الآية ... وساعد على ذلك أن هناك آيات توفي رسول الله وهن مما يتلى في القرآن .. ومع ذلك (تركن) فلماذا هذه الآية؟ هذا الذي أثار السؤال عند ابن الزبير والله أعلم ...

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2009, 01:52 ص]ـ

فضيلة الدكتور جمال وفقه الله سبق أن كتبت مقالاً عن هذا الموضوع تجده في الرابط:

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9863

وقد ذكرت فيه أن السلف يُطلقون النسخ على معاني منها المعنى الأصولي وإن كان القصد منه تعميم اصطلاحهم، وإن شئت ذكرت أمثلة لهذا الإطلاق عندهم، وفقك الله ..

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2009, 02:51 م]ـ

لم اجد بعد الاجابات عن تساؤلاتي وان كان فيما قيل بعض الفوائد نشكر اهلها عليها ومقال الشيخ فهد حسن وفيه جهد طيب طيب الله أصل كاتبه وحفظه

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:05 م]ـ

هذه الرواية – حسب ما أظن والله تعالى أعلم - قد نبهت إلى بعض الأمور؛ إذ أأشارت إلى هذه الآية التي ليست وحدها المنسوخة وإنما هنالك أمثالها، وقد دونت كما هو العادة في كتابة المصحف العثماني دون حاجة إلى سؤال، ولكن عثمان رضي الله تعالى عنه بإجابته هذه قد نبه على منهجه في الجمع القرآني، وهو قانون عام فيها وفي نظيراتها، وهذا يدل على أمرين في غاية الأهمية

- المنسوخ من القرآن يكتب ولا يلغى

- عبر عثمان رضي الله تعالى عنه عن أمانته في حمل هذه الأمانة العظيمة، وهو أنه لم يغادر في القرآن صغيرة ولا كبيرة إلا سجلها بين دفتي المصحف؛ إذن ليس هنالك من قرآن خارج المصحف.

أي أن عثمان يكتب كل شيء سواء نسخ أم لا، مما يمكن أن يدل على امتناع نسخ التلاوة.

ومن العلماء المعاصرين من قبل نسخ الحكم ورفض نسخ التلاوة بنوعيه رفضا باتا، وقد عكف الدكتور مصطفى زيد عشر سنوات لدراسة موضوع النسخ فخرج بهذا الرأي، وكذلك ألف عبد الله بن الصديق الغماري كتابه (ذوق الحلاوة في امتناع نسخ التلاوة).

التقسيم النظري للنسخ عند العلماء المتأخرين:

من الممكن أن يكون تقسيم أنواع النسخ إلى أربعة أنواع عند العلماء المتأخرين - شكل من التبويب اقتضاه التقسيم المدرسي لهذه القضية، ومن الشائع –كما هو معلوم- في التراث الإسلامي تقسيم الكلام إلى قسمين هما: (المعنى واللفظ)، وهذا التقسيم له تقسيماته الداخلية أيضاً؛ وتفصيل ذلك كالآتي:-

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015