وفي سورة (ص~) قال تعالي: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ.
فنجد الحق جل وعلا قال في موضع سورة الأنبياء (رحمة من عندنا) لماذا؟ لأنه ذكر أن أيوب عليه السلام بالغ في التضرع فقال: وأنت أرحم الراحمين لكنه في الموضع الآخر قال: مسني الشيطان بنصب وعذاب، ولذا تجد الحق سبحانه وتعالي ختم الآية التي بالغ فيها أيوب بالتضرع بقوله (وذكري للعابدين) أي: الخاضعين المنقادين لأمر الله سبحانه وتعالى. أما في الآية الأخرى؛ فقال (وذكري لأولي الألباب).
\إذن: عندما بالغ أيوب في التضرع والتذلل قال تعالي (رحمة من عندنا) وعندما لم يذكر تضرعا قال تعالى (رحمة منا) ليعلّمك أنك إذا أردت الحصول على رحمة الله التي يمنحها الله لعباده، وهي لخاصة الخاصة؛ فعليك بالتضرع والتذلل والخضوع لأمر الله سبحانه وتعالى.
ولذا لا يذكر الله رجاء الرحمة لعباده منه عز وجل إلا أن تكون مسبوقة بعمل يحقق الخضوع والانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى، كما حدّد مواطن للحصول على رحمته وهي في كتاب الله سبحانه وتعالى ليشير إلى أن من أراد أن تصيبه رحمة الله فعليه أن يكون في تلك المواطن.
ونعلم أن الأمة في حاجة ماسة إلى رحمة الله في كل وقت وبخاصة في هذه ا؟ لأيام. وبمشيئة الله عز وجل سأبين تلك المواطن، وكيف ترجو رحمة ربك؟ لأن رجاء رحمة الله ليست كلمة تقال، وإنما لابد لها من عمل ولابد من تواجدك في مواطن تلك الرحمة.
وعلى وعد بمشيئة الله سبحانه وتعالى لبيان تلك المواطن حتى نفوز برحمة الله عز وجل أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولا تنسوني من دعوة صالحة.
محمود شمس
ـ[أمة الودود]ــــــــ[20 Feb 2009, 08:38 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل وفي إنتظار تتمة الموضوع جزاك الله خيرا
ـ[أم العباس]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:48 ص]ـ
كيف نرجوا رحمة الله؟
2 - الرحمة الخاصة، وهي تأييد الله لعباده المؤمنين وتوفيقه لهم، وتلك الرحمة الخاصة لعباده المؤمنين، وهي التي ينبغي على المؤمن أن يرجوها.
بارك الله فيكم و في علمكم .. و كتب لكم الأجر و المثوبة ...
أشكل علي فهم ما اقتبسته هنا ..
هل هذا معنى صفة الرحمة الخاصة .. ؟ أم أنه من آثارها؟
جزيتم خيرا ...
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[21 Feb 2009, 06:41 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة على متابعتك وحرصك.
هذا بيان للرحمة الخاصة التي يمنحها الله لعباده المؤمنين، وقصدت التفرقة بينها وبين الرحمة العامة التي بها يحيا الخلق جميعا ويرزقون ويتنعمون، وبالتالي هي تمهيد للوصول إلى بيان الرحمة التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لخاصة الخاصة من عباده , وهي التي يعبر القرآن عنها دائما بقوله: من لدنا، أو: من عندنا.
وقد علّمنا الله تبارك وتعالى أن نطلب منه تلك الرحمة في كثير من المواضع مثل قوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وعلى لسان أصحاب الكهف في قوله تعالى: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من أهل رحمته فهو أرحم الراحمين.
لعل اللبس يزول أختي الكريمة.
مع دعائي.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:07 م]ـ
نسأل الله أن يشملنا جميعاً ووالدينا وشيوخنا ومن نحب ومن له حق علينا برحمته التي وسعت كل شيء ..
شكر الله لكم وبارك في علمكم ونفع بكم ..
جزيتم الجنة ..
ـ[الزرسنت]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الموضوع
لكن لدي استفسار اذا سمحت لي يا دكتور .........
هل الرحمة الخاصة يمكن ان يحصل عليها احد بالدعاء وإن لم يصل الى درجة المؤمنين الخاصة
اي مثلا العاصي التائب الذي يدعو الله راجيا رحمة ربه؟؟
هذا وجزاك الله خيرا