وقفة مع حال إخواننا المسلمين في غزة وفي غيرها: من خلال هذه الآيات كان من الواجب أن يبيَّن أن الله ساق لنا أخبار بني إسرائيل وبين لنا أنهم لما أفسدوا في الأرض بالمعاصي عاقبهم الله وسلط عليهم عدوهم لنعتبر ونتعظ، فنحن المسلمين إن حصل منا إفساد في الأرض بالشرك والبدع والمعاصي سلط الله علينا أعداءنا وعشنا في حياة الذل والخزي والعار، يقول الرازي في تفسير الآية: " المقصود هو أنهم لما أكثروا من المعاصي سلط عليهم أقواماً قتلوهم وأفنوهم".
ويقول السعدي في الآية: "سلطهم الله على بني إسرائيل لما كثرت فيهم المعاصي وتركوا كثيرا من شريعتهم وطغوا في الأرض". تفسير السعدي (ج 1 / ص 453). ومصداق ذلك قول الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
وهذا نداء وتذكير لنا ولإخواننا المستضعفين في غزة وللمسلمين في سائر المعمورة عموما، بأن يتوبوا إلى ربهم ويوحدوا الله حق التوحيد، ويحذروا الشرك بالله صغيره وكبيره، وأن يوالوا أهل الإسلام والسنة، ولا يركنوا إلى أهل الكفر والزيغ من الرافضة وغيرهم، وأن يقلعوا عن جميع المعاصي، وأن يقبلوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تعلما وعملا ودعوة وتعليما، فإن الله قد وعد بالنصر من نصره قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم) وقال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) ووعد الله لا يتخلف، ولنتذكر ما حصل لخير القرون يوم أحد لما خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلننصر الله بأقوالنا وأفعالنا ولنأمر بالمعروف ولننه عن المنكر، ولنتمسك بالسنة ولنبتعد عن البدع والأهواء، وليبدأ كل واحد بالإصلاح من بيته وأهله وأقاربه ومجتمعه، ولنلازم الاستغفار، ولا نغفل عن الإعداد الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) ولنعلم أن الإعداد الديني الإيماني هو مقدمة الإعداد البدني.
أسأل الله أن يرفع عن أمتنا ما أصابها من الذل والمهانة، وأن ينصرنا على أعدائنا، وأن يحمي المسلمين من كيد الكافرين، وأن يوفق قادة الأمة لما فيه نصر المسلمين وعزهم. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Feb 2009, 02:53 ص]ـ
قرأت هذا الطرح أيضا للدكتور طارق السويدان وفقه الله،
وبحثت حينها هل لهذا القول من سلف فلم أجد،
وزادني تأكيدا هذا البحث الجميل المفيد،
فشكر الله لك هذا الجهد وتقبله منك،
وقول ليس له سلف لا بركة فيه.
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[11 Feb 2009, 11:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عصام، ورفع قدركم، وأشكركم على تقويمكم للكتابة.
ـ[سؤال]ــــــــ[11 Feb 2009, 07:34 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد نقلت قناة المجد الفضائية إبان اعتداء اليهود على إخواننا في غزة كان الله لهم في (برنامج قطوف دانية) كلاما للشيخ الفاضل صالح بن عواد المغامسي حفظه الله، عن تفسير آيات من سورة الإسراء، وقد لفت نظري تفسيره لقوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)).
وخلاصة ما ذكره الشيخ أن العلماء اختلفوا في هاتين المرتين اختلافا كثيرا، واستبعد قول من قال أن الإفساد الأول قد وقع وأن عقوبته كانت على يد بختنصر، ثم استظهر الشيخ أن الإفساد الأول هو ما يحصل في هذه الأيام في فلسطين لإخواننا المستضعفين على أيدي اليهود المعتدين، وأن العباد أولي البأس الشديد لعلهم حركة حماس أو أنهم قوم يأتون بعد حماس.
فاستغربت كلامه وترجيحه لقول بدون أن يذكر حجته في ذلك، وكذلك استبعاده للقول الثاني بدون أن يذكر حجة لذلك،
ثم ظهر لي أن الشيخ صالح استفاد هذا القول من الشيخ محمد متولي الشعراوي والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل كنت أتمنى أن توثق ماذكرت من كلام للشيخ صالح برابط صوتي إذا كانت مسجلة لديك ليتأكد المشايخ من كلام الشيخ صالح حفظكما الله جميعا وسدد خطاكم
ثم أليس من الأفضل والأولى بين طلبة العلم هو مناقشة المسائل العلمية بينهم قبل نشرها على العامة أمثالي فالشيخ صالح حي يرزق وعنوانه منتشر في الأنترنت فليتك اتصلت به أو راسلته قبل تحرير المسألة فلربما لديه ما يقوله في هذا الأمر ..
أخي الحبيب إن جانب ماكتبته الصواب فأرجو أن تلتمس لأخيك العذر وجزاك الله خيرا على غيرتك على دين الله
قال تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء) الفتح29
¥