: (لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ. قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الأبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ». قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الأبَ وَكَفَانَا». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الأبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الأبَ؟)

وقد ذكر الجاحظ أن كل من يحاول مجاراة القرآن فلا بد أن يستعين به فيأخذ بعضه وهذا المأخوذ قد يكون مقاطع وجملا وقد يكون وزنا كما فعل مسيلمة الكذاب من قبل، وهكذا كانت هذه المحاولات التي ذكرت؛ فقولهم (قل يا أيها الذين آمنوا) مأخوذ من قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا) وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وهو كثير جدا في القرآن. وقولهم: (إن كنتم تؤمنون بالله) مأخوذ من قوله تعالى: (إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ). وقولهم: (جنات نزلاً) مأخوذ من قوله تعالى: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ). وقولهم: (ثم لآتينكم) مأخوذ من قوله تعالى: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ). وقولهم: (نزلة أخرى) مأخوذ من قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى). وقولهم: (لا تستطيعون إليه سبيلاً) مأخوذ من قوله تعالى: (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) وقولهم: (أرنا الله جهرة) مأخوذ من قوله تعالى: (فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً) وقولهم: (أو لم تؤمنوا) مأخوذ من قوله تعالى: (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن).

وقد كتب طبيب مسيحي من قبل رسالة إلى ألفي عالم أو معهد أو جامعة ممن تخصصوا بالدراسات العربية و الإسلامية في مختلف أنحاء العالم من النصارى، وكان يقول في هذه الرسالة: (القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي و الحاضر و المستقبل بشيء غريب جداً، و هو أنها لا تستطيع تكوين ما يسمى بالسورة باللغة العربية؛ فالسورة رقم 112 (سورة الإخلاص) هي من أصغر سور القرآن، و لا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة، و ذلك أن القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ (15) كلمة لتكوين سورة واحدة كالتي توجد بالقرآن .... سيدي: أعتقد أن مهاجمة هذه النقطة الهامة و الخطيرة - و ذلك بالإتيان بسورة كالتي توجد - سوف يسبب لنا نجاحاً عظيماً لإقناع المسلمين بأنا قبلنا هذه التحديات، بل و انتصرنا عليهم، فهل تتكرم يا سيدي مشكوراً بإرسال 15 كلمة باللغة العربية من المستوى البياني الرفيع مكوناً جملة كالتي توجد في القرآن…) و تكررت محاولة الطبيب المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990م.فكانت محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت إليه ردود اعتذار باهتة؛ منها: اعتذار كلية الدراسات الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن فقد كان ردها: (آمل أن تتفهم أن كليتنا و أعضاءها يرفضون الخوض في المنازعات الدينية، و بالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015