ينبغي أن يدعونا هذا الكتاب وأمثاله إلى إعادة النظر في هذا النوع من الإعجاز المتوهم في القرآن الكريم، وقد ذكرت في تعليقات سابقة حول هذا الموضوع أنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Feb 2009, 08:22 م]ـ

الأخوة الكرام:

1. الأخ إبراهيم: قلنا إن الكتاب ملفق ومكذوب وليس فيه شيء من الإعجاز. فلا أدري ما الذي يحمل البعض على الإصرار على الإستناد إليه لإعادة النظر في الإعجاز العددي، أليس هذا موقف يدعو إلى العجب غير المتناهي؟!! وسبق أن قلنا إن الصحف العبرية قالت أن الكتاب يستحق جائزة نوبل باعتباره أسوأ كتاب يكتب عام 1997م.

2. يأذن لنا الأستاذ الكريم الطيار أن نعقب على كلامه مع علمنا السابق بأنّ صدره يتسع لأكثر من ذلك:

قال الأستاذ الكريم: ((أن الرسم ليس معجزًا مطلقًا، والقول به متأخر جدًّا)) نقول: اكتشاف الإعجاز في الرسم القرآني ليس بقول، وإنما هو اكتشاف لما هو موجود، ومن هنا لم يكن عجباً أن يتأخر اكتشافه.

وقال الأستاذ الكريم: ((أن القول بالتوقيف مخالف للحديث الصحيح المشهور الوارد في نسخ المصاحف في عهد عثمان، حيث قال للجنة النسخ: " فإذا اختلفتم أنتم وزيد، فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم، ففعلوا ذلك " رواه البخاري في باب: نزل القرآن بلسان قريش وهذا أثر صحيح صريح في أن الرسم كان باجتهادهم، وإلا فلو كان بالتوقيف لأمرهم عثمان بأن لا يجاوزوا ما وقَّفهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)).انتهى. نقول:

اختار الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الذين يتقنون الكتابة فاتخذهم كتبة للوحي فكانوا يكتبون بين يديه وبأمره ثم يعرضون عليه صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن سكوت الرسول عليه السلام نوع من الإقرار، ومعلوم أنّ رسم المصحف جاء على غير القياس. وهذا يعني أنهم كانوا يكتبون وفق الاصطلاح ثم يؤمرون بمخالفة هذا الاصطلاح عند رسم ألفاظ محددة. وبذلك يكون الرسم كله توقيفي، من جهة الإقرار ومن جهة عدم الإقرار. والذي ألجأنا إلى هذا القول أنّ معظم الألفاظ كتبت وفق الاصطلاح، في المقابل هنا ألفاظ كتبت بطريقة لا يمكن أن تكون اصطلاحية. انظر مثلاً:"لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأاذبحنه ... "، فلماذا تختلف لأعذبنه عن لأذبحنه؟! والأمثلة على ذلك كثيرة دفعت ابن خلدون رحمه الله إلى القوال: (أخطأ الكُتّاب) وهذا غير مقبول لأسباب ليس هذا مقام تفصيلها. والحديث الوارد في البخاري لم ينص على اختلافهم في أكثر من كلمة (التابوت). وهذا يعني أنها من الكلمات التي أملاها الرسول عليه السلام من غير أن يأمرهم بمخالفة الرسم الاصطلاحي.

وقال الأستاذ الكريم: (((أن اليهود كانوا يستخدمون حساب الجُّمل (أبجد هوز)، وهو معروف، وهذا الحساب ليس من علوم العرب، لذا لا يصلح استخدامه في معرفة لطائف الحساب (وليس الإعجاز العدي) في القرآن. وقد لاحظت أن بعض من يُعنى بما يسمى بالإعجاز العددي يستخدم هذا النوع من الحساب.وأقول من باب الفائدة: إن الاحتجاج على اليهود بهذا الحساب في كتبهم صحيح؛ لأنه من علومهم الذي يستخدمونه، وقد استخدموه في إخفاء الاسم الصريح لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نبَّه على ذلك عبد الأوحد داود (دافيد بنجامين الكلداني النصراني سابقًا) في بعض كتبه، مثل كتاب (الإنجيل والصليب))).انتهى كلام الأستاذ، نقول:

ليس صحيحاً أن حساب الجمّل من اختراع اليهود، وهذا القول يردده عدد من الكتاب المسلمين يقلدون بعضهم البعض بعيداً التحقق من صدق مثل هذا القول. ولو رجعوا إلى الدراسات التاريخية الجادة لوجدوا أن وضع الأبجدية هو من وضع العرب وكذلك الجمّل وعنهم أخذ اليونان واليهود وغيرهم. ولم نجد مؤرخاً يزعم أنه من وضع اليهود. ولو رجعنا إلى كتاب البيان في عد آي القرآن لأبي عمرو الداني لوجدناه يختم كتابه بالحديث عن حساب الجُمل بأسانيد يذكرها.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Feb 2009, 06:18 م]ـ

لم أكن أرغب في إبداء الرأي في موضوع الإعجاز العددي نظرا لأنني، في الواقع، لم أدرسه بعمق، وإنما اكتفيت دائما بقراءة سريعة لطرقهم في الاستدلال.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015