أعلم أن هذا الموضوع حساس! ولكن بيان الحق واجب ولو كرهه أكثر الناس.

إن كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله فيه فوائد كثيرة قد يجمعها لنا بعض المجتهدين، ولكن لا يجوز أن نلقي كلام المدح على هذا الكتاب في هذا المنتدى المبارك ويقرأ فيه العالم والطالب والجاهل، دون نصيحة تبين خطر هذا الكتاب؛ ذلك أن الذي لم يقف على الأخطاء غير الهينة الموجودة في الكتاب قد يقرأه من غير حذر ويدرسه بكل ثقة فيدخل في قلبه ما فيه من أخطاء عقدية ومنهجية بل وتفسيرية، وغير ذلك،

ومن الخطر الذي فيه ما يبدو في ظاهره من تكفير المجتمعات والجماعات، مما أدى إلى كثير من الجماعات المسماة إرهابية بالاستدلال بما فيه وتمشية مذهبهم الإجرامي لما هو مذكور في هذا الكتاب.

الواجب على العلماء والناصحين تلخيص هذا الكتاب وتهذيبه واختصاره بألفاظه الأدبية الرائعة، وعلومه الكثيرة المفيدة، مع حذف الخطإ.

هذا على غرار ما فعله العلماء السابقون من اختصار إحياء علوم الدين وتهذيبه، حتى يقرأه العالم والجاهل مستفيدين، آمنين من الانحراف والضلال.

إن الذي يكتب في هذا المنتدى بمدح كتاب فيه الأخطاء الكبيرة من غير الإشارة إلى نصيحة مفيدة، لهو مخالف للبيان، مغاير لحب الغير وهو من الإيمان.

فمن يمدح كتاب تفسير الزمخشري من دون تنبيه ولا تحذير لما وقع فيه مؤلفه من مخالفة الصواب ولو بإجمال واضح لكن من غير استحياء، لهو من الخيانة الكبيرة.

لا بد إذا تيقن الإنسان بوجود خطإ في كتاب ما أن يشير إلى الحذر من ذلك الكتاب مع الاستفادة منه.

وإن أعظم عمل يقوم به محب هذا الكتاب هو اختصاره وتهذيبه مع إبقاء حسن أسلوبه وجميل بيانه الموضح للحق لا لغيره. كما فعل ابن الجوزي مع كتاب إحياء علوم الدين ثم من بعده حتى نصل إلى جمال الدين القاسمي رحمه الله علامة الشام الذي اختصر بدوره الإحياء في كتاب مفيد. ولا أحد ينكر أن في كتاب الإحياء فوائد جمة وعظيمة وكبيرة.

قال العثيمين رحمه الله [سلسلة لقاء الباب المفتوح الشريط 6ب]: كتاب في ظلال القرآن تفسير أدبي في الواقع يعني يميل إلى الأساليب الأدبية وفيه أيضا شيء من العلوم المتأخرة وفيه علوم نافعة أيضا ولكن فيه أخطاء كثيرة وقد نبه عليها الشيخ عبد الله الدويش رحمة الله عليه وألف في هذا كتابا نبه على هذه الأخطاء فيحسن فيه أن تراجعه. اهـ

ويمكن الرجوع إلى برنامج أهل الحديث والأثر وكتابة "ظلال القرآن" أو "سيد قطب" في البحث وتسمعون الجواب من المشايخ العلماء الألباني والعثيمين وعبد المحسن العباد وابن باز ومشهور حسن، والله أعلم

فائدة: ميزان الاعتدال - (1/ 431)

قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعى: شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبى وكتبه - فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه [كتب] (1) بدع وضلالات،

عليك بالاثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك.

قيل له: في هذه الكتب عبرة.

فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والاوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع!

مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لابي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الاسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمى لطار لبه.

كيف لو رأى تصانيف أبى حامد الطوسى في ذلك على كثرة ما في الاحياء من الموضوعات.

كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية! بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر، كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسى، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص، وابن سفيان (2).

نسأل الله العفو والمسامحة آمين. أهـ

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 05:28 م]ـ

رغم كل ما قيل في الشهيد سيد قطب فإن هذا المفسر العملاق لم يكن إلا كغيره من البشر غير المعصومين حيث لم يخلو من النقص والأخطاء، ومن من البشر لم يخطئ في جهده في الفكري والعلمي؟!

من ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015