ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 عز وجلec 2008, 08:55 ص]ـ
عرض كتاب "النص القرآني من الجملة إلى العالم" (د. وليد منير)
خالد حسني أبو عمشة
المصدر: إسلامية المعرفة ( http://www.eiiit.org/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleIعز وجل=676&catIعز وجل=22&adad=23)، العدد 14، 1998 - 1999، ص ص7 - 29
عنوان الكتاب: النص القرآني من الجملة إلى العالم
المؤلف: الدكتور وليد منير
الناشر: المعهد العالمي للفكر الإسلامي (مكتب القاهرة)، 1418ه/1997م.
* تقديم عام:
لم يحظ كتاب في العالم أجمع بما حظي به القرآن الكريم من اهتمام ودراسة، فقد ملأ على القدماء والمحدثين مشاعرهم، واستأثر بعنايتهم، وأخذ بلباب قلوبهم، وشغاف أفئدتهم، فما زالت الدراسات القرآنية تتوالى منذ أن رتل جبريل عليه السلام القرآن على سيدنا محمد صلى الله عله وسلم إلى وقتنا هذا.
ومن هذا المنطلق كانت هذه الإطلالة لتحلق في سماء كتاب جديد صدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي ضمن سلسلته "المنهجية الإسلامية" بعنوان: النص القرآني من الجملة إلى العالم، ومؤلفه هو الأستاذ الدكتور وليد منير، أستاذ النقد الأدبي والألسنيات بكلية التربية النوعية، جامعة حلوان بمصر.
ويقع الكتاب في 193 صفحة من القطع المتوسط، علماً أنّ الكتاب قد احتوى على تقديم للأستاذ الدكتور طه جابر العلواني، وثلاثة عشر فصلاً، فضلاً عن الخاتمة وثبت المراجع والمصادر.
* منهج الكتاب وهدفه:
يمثل هذا الكتاب محاولة للفهم والتحليل والتأويل في الوقت ذاته، ولا تخلو هذه التجربة البحثية من صعوبة كون النص القرآني قد أعاد صياغة العقل ووجدانه، فضلاً عن امتلاكه رؤية شديدة الثراء للوجود، وتصويراً متميزاً لكينونة الإنسان في الزمن، ومعرفة عميقة بالكون والحياة، ومع كل ذلك تظل هذه المحاولة، ضرورية وملحة على حد تعبير المؤلف.
وقد أشار المؤلف أن محاولته هذه تطمح إلى مقاربة النص القرآني مقاربةً جديدة بأدوات حديثة دون أن تسقط من حسبانها أصالة العلاقة بين النسبي والمتعالي، بل تتوق توقها الخاص إلى إضاءة هذه العلاقة وإشباعها.
لذلك يمكن القول إن هذا الكتاب يشتمل على مقاربة ذات أبعاد متعددة تتنوع فيها أدوات التحليل وزوايا النظر المنهجي، كي تحقق نوعاً من الاستقصاء والشمول، عن طريق التكامل المستمر بين اللغة والعلم والفلسفة، والحوار بينها بوصفها منظورات معرفية، وعبر التفاعل الدائب بين التحليل الأسلوبي، والاكتناه العلمي، والتأويل الفلسفي؛ بوصفها طرائق لفهم والشرح والتفسير.
إن الكتاب يقدم –وليس من المبالغة القول- رؤية جديدة يعتمد فهيا آليات جديدة ينتظمها منهج فكري واحد شديد التماسك، وبالغ الثراء.
* محتويات الكتاب وأفكاره:
ناقش الدكتور منير في الفصل الأول من كتابه النص بوصفه خطاباً مع عناية خاصة بالتطبيقات القرآنية، فقد ذكر أن الخطاب عبارة عن جملة من النطوقات أو التشكيلات الأدائية التي تنتظم في سلسلة معينة لتنتج على نحو تاريخي دلالة ما وتحقق أثراً متعيناً. وحتى تكون الرسالة المعرفية واضحة فلا بُدّ من تحقيق شروط الخطاب الناجح المتمثلة في الواقع، والسياق، وحالة المخاطب. وتتبين ضرورة وجود التحولات الخطابية في النص القرآن ي من حيث إن المحور التشريعي في النص القرآن يرتكز ارتكازاً مؤكداً على تحولات الخطاب، وفي ضوء هذا الإطار فقط يمكننا فهم ظاهرتين مهمتين فهماً صحيحاً، وهما: ظاهرة التنجيم (أي نزول القرآن مفرقاً)، وظاهرة الناسخ والمنسوخ. ولعل النتيجة الواضحة من هذا العرض المعرفي وفق التصور القرآني تظهر لنا الخطاب القرآني مخططاً قصدياً، وذلك لاحتواء الآنية التاريخية في كليّته الشاملة، وربما كانت الألوهية والربوبية تنسبان حضورهما من حرية التشكيل التاريخي للخطاب من خلال استراتيجية الاتصال والانفصال اللتين يتمتع بهما الخطاب القرآني.
¥