ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 عز وجلec 2008, 08:48 ص]ـ
في عرض لكتاب "النص القرآني من الجملة إلى العالم" للدكتور وليد منير، ورد حديث مقتضب عن الفرق بين (النص) و (الخطاب):
الخطاب = النص + المحذوف من الخطاب.
وقد أثارت هذه العبارة لدي سؤالا حول صواب عبارة (الخطاب القرآني).
فهل يصح هذا القول؟ أم أن الحديث عن (نص قرآني) فقط؟
ـ[مرهف]ــــــــ[25 عز وجلec 2008, 04:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من كلامكم أخي الأستاذ محمد أن هناك فرقا بين قولنا الخطاب القرآني والنص القرآني وهذا ممكن من خلال المعادلة التي ذكرتها، ولكن على اعتبار أن المراد بالخطاب هو اللفظ الموجه للمستقبل فلا فرق، أي أن مفهوم المصطلح يرجع معناه إلى قصد المتكلم أو المستخدم لهذا المصطلح.
أما من ناحية أصولية فالظاهر من كلام الأصوليين أنهم يستخدمون المصطلحين على معنى سواء ومثال ذلك قول الآمدي بعد تعريف الحكم الشرعي ومناقشته: (اوإذا عرف معنى الخطاب فالأقرب أن يقال في حد الحكم الشرعي أنه خطاب الشارع المفيد فائدة شرعية.
فقولنا خطاب الشارع احتراز عن خطاب غيره والقيد الثاني احتراز عن خطابه بما لا يفيد فائدة شرعية كالإخبار عن المعقولات والمحسوسات ونحوها وهو مطرد منعكس لا غبار عليه.) لإحكام في أصول الأحكام للآمدي - (1/ 89)
إذن فالخطاب الشرعي هو النص الشرعي من القرآن والسنة، هذا من حيث العموم أما من حيث التفصيل فإن الخطاب الشرعي ينقسم إلى لفظي ووضعي كما قسمه الزركشي في البحر 1/ 102، والمراد باللفظي أي الثابت باللفظ نحو أقيموا الصلاة، أو عند الأسباب، نحو إذا زلت الشمس وجب الظهر، فاللفظ أثبت وجوب الصلاة والوضع عين وقت وجوبها.
وهذا الكلام يوضح لنا أمرا مهما وهو إن كان المراد بالخطاب القرآني الدلالات التي دل عليها القرآن من حيث المفهوم والفحوى والظاهر والإشارة فهو غير النص القرآني بل يكون الخطاب عندئذ أعم من النص وأوسع، أما إن كان المراد بالخطاب القرآني اللفظ نفسه فهو نفس النص القرآني والله أعلم.