44 ـ قال تعالى عن بني إسرائيل: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم).
وهذه الخصال الذميمة حاصلة لكل من اتصف بصفاتهم، فكل من لم يقم بما أمر الله به وأخذ به عليه الالتزام؛ كان له نصيب من اللعنة، وقسوة القلب، والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب، ونسيان حظ مما ذُكر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية. ص407.
45 ـ قال تعالى: (وإن جندنا لهم الغالبون) وهذه بشارة عظيمة لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده أن له الغلبة، وإن أُديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى؛ فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا. ص430.
46 ـ قال تعالى: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور) ذكر الله الظلمات بالجمع لكثرة موادها وتنوع طرقها، ووحد النور لكون الصراط الموصلة إلى الله واحدة لا تعدد فيها، وهي الصراط المتضمنة للعلم بالحق والعمل به؛ كما قال تعالى: (وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). ص460.
47 ـ قال تعالى: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون)؛ أي: ولكن ليذكرهم ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى. وفي هذا دليل على أنه ينبغي أن يستعمل المذكر من الكلام ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى، وفيه دليل على أنه إذا كان التذكير والوعظ مما يزيد الموعوظ شراً إلى شره؛ كان تركه هو الواجب؛ لأنه إذا ناقض المقصود؛ كان تركه مقصوداً. ص482 ـ 483.
48 ـ قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) عن الله وصيته ثم تحفظونها ثم تراعونها وتقومون بها.ودلت الآية على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما أمر الله به. ص523.
49 ـ قال تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علماً وعملاً. ص525.
50ـ قال تعالى: (فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون) في هذه الآيات دليل على أن علم القرآن أجلّ العلوم وأبركها وأوسعها، وأنه به تحصل الهداية إلى الصراط المستقيم هداية تامة لا يحتاج معها إلى تخرص المتكلمين ولا إلى أفكار المتفلسفين ولا لغير ذلك من علوم الأولين والآخرين. ص526.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 عز وجلec 2010, 05:44 م]ـ
ليت الإخوة وفقهم الله وحفظهم يستبدلوا عنوان المشاركة إلى اليسير من فوائد التفاسير أو ينتخبوا عنواناً آخراً يكون دالاً على المقصود، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 عز وجلec 2010, 07:03 ص]ـ
51 ـ قال تعالى: (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين). وموجب هذا أن المخلوق من نار أفضل من المخلوق من طين لعلو النار على الطين وصعودها. وهذا القياس من أفسد الأقيسة؛ فإنه باطل من عدة أوجه:
منها: أنه في مقابلة أمر الله له بالسجود، والقياس إذا عارض النص فإنه قياس باطل؛ لأن المقصود بالقياس أن يكون الحكم الذي لم يأت فيه نص يقارب الأمور المنصوص عليها ويكون تابعاً لها، فأما قياس يعارضها ويلزم من اعتباره إلغاء النصوص؛ فهذا القياس من أشنع الأقيسة.
ومنها: أن قوله: (أنا خير منه)؛ بمجردها كافية لنقص إبليس الخبيث؛ فإنه برهن على نقصه بإعجابه بنفسه وتكبره والقول على الله بلا علم، وأيّ نقص أعظم من هذا؟!
ومنها: أنه كذب في تفضيل مادة النار على مادة الطين والتراب؛ فإن مادة الطين فيها الخشوع والسكون والرزانة، ومنها تظهر بركات الأرض من الأشجار وأنواع النبات على اختلاف أجناسه وأنواعه، وأما النار؛ ففيها الخفة والطيش والإحراق. ص535 ـ 536.
52 ـ قال جل وعلا ذاكراً استغفار آدم وحواء عليهما السلام: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). فمن أشبه آدام بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع إذا صدرت منه الذنوب؛ اجتباه ربه وهداه، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب لا يزال يزداد من المعاصي؛ فإنه لا يزداد من الله إلا بعداً. ص538.
53 ـ قال تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير): من اللباس الحسيّ؛ فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح، وأما اللباس الظاهري؛ فغايته أن يستر العورة الظاهرة في وقت من الأوقات، أو يكون جمالاً للإنسان، وليس وراء ذلك منه نفع. وأيضاً؛ فبتقدير عدم هذا اللباس تنكشف عورته الظاهرة التي لا يضره كشفها مع الضرورة، وأما بتقدير عدم لباس التقوى، فإنها تنكشف عورته الباطنة، وينال الخزي والفضيحة. 539.