ملاحظات عددية جديرة بالتدبر من كتاب المقتطف للشيخ جرار

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 عز وجلec 2008, 07:25 م]ـ

هذا مثال على بعض الملاحظات العددية أخذت من كتاب المقتطف للشيخ بسام جرار.

وننصح بالتأني عند دراستها، أما القراءة السريعة فلا تعطي الانطباع المطلوب:

آدم وعيسى، عليهما السلام.

جاء في الآية 59 من سورة آل عمران: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِن

تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".

تتحدث الآية الكريمة عن التماثل في خلق آدم وخلق عيسى، عليهما السلام. وقد لفت

نظر بعض الكتاب أنّ في الآية تماثلاً عددياً أيضاً. فما هو هذا التماثل؟!

إذا قمنا بإحصاء كلمات عيسى من بداية المصحف وحتى كلمة عيسى في الآية 59 من

سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة عيسى في القرآن الكريم.

وإذا قمنا بإحصاء كلمات آدم من بداية المصحف وحتى كلمة آدم في الآية 59 من

سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة آدم في القرآن الكريم.

هذه الملاحظة دفعتنا إلى متابعة الأمر، فكانت النتيجة أنْ تحصّلت لدينا ملاحظات عدديّة

كثيفة. إلا أننا رأينا أن نقصر البحث هنا على جزء منها:

بحثنا عن تماثل ثانٍ في سور أخرى، فكانت المفاجأة أنّ هذا التماثل جاء في سورة

مريم. ومعلوم أنّ مريم هي ابنة عمران وكان التماثل الأول في سورة آل عمران. ثم إنّ

آية آل عمران تتحدث باختصار عن خلق عيسى، عليه السلام، وتأتي آيات سورة مريم

لتفصّل ذلك. فالموضوع إذن واحد.

وقد جاء التماثل الثاني على الصورة الآتية:

ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19. ولم ترد كلمة عيسى في هذه السورة إلا مرّة

واحدة، وذلك في الآية 34. والملاحظة اللطيفة هنا أنّ تكرار كلمة عيسى في الآية 34

هو التكرار رقم 19 في القرآن الكريم. والمفاجأة هنا أنّ كلمة آدم ترد في الآية 58،

ولم تتكرر في سورة مريم إلا مرّة واحدة، وهي أيضاً التكرار رقم 19 في القرآن

الكريم.

في السّورة 19 إذن كان التكرار 19 لكلمة عيسى والتكرار 19 لكلمة آدم. فتأمّل!!

تكررت كلمة عيسى في القرآن الكريم 25 مرّة. واللافت أنّ تكرار كلمة آدم في القرآن

هو أيضاً 25 مرّة. والملاحظ أنّنا إذا بدأنا العدّ من الآية 34 من سورة مريم، والتي

ذكر فيها اسم عيسى، عليه السلام، تكون الآية 58 التي ذكر فيها اسم آدم، عليه

السّلام، هي الآية 25

رأينا أنّ التماثل الأول لكلمة عيسى وكلمة آدم، عليهما السلام، كان في الآية 59 من

سورة آل عمران، بينما كان التماثل الثاني في سورة مريم.

إذا بدأنا العد من الآية 59 من سورة آل عمران، فستكون الآية 58 من سورة مريم

هي الآية رقم 1957

واللافت أنّ عدد الآيات من بداية سورة آل عمران، سورة التماثل الأول، إلى بداية

سورة مريم، سورة التماثل الثاني، هو أيضاً 1957

والمفاجأة هنا أنّ مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى، من بداية المصحف

وحتى الآية 34 من سورة مريم، هو 1957:

التسلسل السورة الآية التسلسل السورة الآية

1 البقرة 87 11 النساء 171

2 البقرة 136 12 المائدة 46

3 البقرة 253 13 المائدة 78

4 آل عمران 45 14 المائدة 110

5 آل عمران 52 15 المائدة 112

6 آل عمران 55 16 المائدة 114

7 آل عمران 59 17 المائدة 116

8 آل عمران 84 18 الأنعام 85

9 النساء 157 19 مريم 34

10 النساء 163 المجموع 1957

بذلك يتبين أنّ عدد الآيات من آية التماثل الأول في سورة آل عمران إلى آية التماثل الثاني في سورة مريم، هو عدد الآيات نفسه من بداية سورة التماثل الأول إلى بداية سورة التماثل الثاني أي 1957

و1957 هو أيضاً مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى حتى الآية 34 من سورة مريم، أي حتى التكرار 19 لورود لفظة عيسى، عليه السلام.

صيغ أسماء عيسى، عليه السلام:

ورد اسم عيسى، عليه السلام، في القرآن الكريم بصيغٍ ست هي: عيسى، المسيح، ابن مريم، عيسى ابن مريم، المسيح ابن مريم، المسيح عيسى ابن مريم. وجُمّل هذه الصيغ مجتمعة هو 2269

والآن إليك هذا المسلك العددي الذي نجد عليه في القرآن الكريم أمثلة عِدّة:

إذا قمنا بجمع تراكمي لآيات القرآن الكريم ابتداءً من الفاتحة، هكذا: (7 + 286 + 200 + 176 + ..... حتى نصل الآية التي ترتيبها في المصحف 2269). فما هي الآية التي ترتيبها في المصحف هو 2269، وما علاقتها بالمسيح، عليه السلام؟

لم تُذكر هذه الصيغ الست في أكثر من 35 آية من أصل 6236 هي آيات القرآن الكريم. من هنا يبعد احتمال أن تكون الآية 2269 في ترتيب المصحف تتعلق بالمسيح، عليه السلام. ولكنك تفاجأ أنها الآية الوحيدة في المصحف التي تتحدث عن لحظات خلق المسيح، عليه السلام؛ فهي الآية 19 من السورة 19، أي سورة مريم: "قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً". أي أنّ الآية التي تتحدث عن لحظة خلق عيسى، عليه السلام، يأتي ترتيبها في المصحف موافقاً لصيغ اسم المسيح، عليه السلام، في القرآن الكريم.

وعليه كم يبقى من الآيات حتى نهاية المصحف؟

(6236 - 2269) = 3967 آية.

المفاجأة هنا أنّ 3967 هو جُمّل الآية: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ". ولا ننسى أن لحظة خلق عيسى، عليه السلام، تسجلها الآية 19 من سورة مريم. فتأمل!!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015