أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 عز وجلec 2008, 11:24 م]ـ

.... أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة.

من أين حصلت يا أخ على هذا الأدب الجم الذي تخاطب من خلاله علماء الأمة، وتصفهم بالأفعل في الجهل في علم الحديث، من أنت ومن هم؟!!!!!!!!!!!!!!

أرى أن هذه اللهجة سرت في شريحة من المجتمع في الوسط العلمي، ولا أدرى إلى متى ستظل؟؟!!

أبو المعالي الجويني، والرازي والغزالي من أجهل أهل العلم بالحديث؟؟؟؟!!!

والله ما تعلمنا في حياتنا تجريحا أثناء نقد العلماء هكذا!!!

أن أسلوبك خطأ ويحتاج منك إلى توبة نصوح.

هل قمت باستقراء تام كامل لأهل علم الحديث في أرض الله الواسعة حتى وصلت إلى هذه النتيجة؟؟

ومن أنا وأنت بجوار هؤلاء الأعلام!!!

عندنا مثل مصري يقول: " هل كل من نفخ طبخ"؟؟؟؟!!!

اللهم إنا نعوذ بك من الكنود ومن تحقير علماء الأمة والتنكر لجميلهم علينا.

ولقد أصابت المحاضرة الرائعة للدكتور العسكر الكثيرين بمرارة، ولكن آن الأوان للأمة أن تبحث وتستيقظ من نومها وترى الحق حقا لذاته بغض النظر عن أي اعتبار آخر من إثبار أو نفي لشخص ما مهما كان وزنه وقيمته، فهو لذاته يُحترم، لكن إن أردنا نقده ننتقده فلا يوجد أحد فوق النقد ولكن مع عفة اللسان واحترام الشيبة التي شابت في الإسلام.

وفي الختام أخبرني صديق عزيز أستاذ دكتور في علم البلاغة أن الدكتور إبراهيم التركي وهو من الإحساء ـ تقريبا ـ له رسالة ماتعه عنوانها:" إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي " فلتقرأ وليتنبه إليها، ولو كان باستطاعة الزميل د. عبد الرحمن الشهري ـ وأخالها لا تفوته ـ أن يذكر منها ما يخص النقاش لطوق أعناق أهل العلم بفضل جزيل.

إذ لا يعرف الفضل إلا ذووه.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 عز وجلec 2008, 11:54 م]ـ

تسجيلا لمتابعة الموضوع من زاوية مستقلة عن زوايا المتحاورين أقول:

بين أيدينا في هذا الحوار طرفان كلاهما ينتمي لمدرسة واحدة وهي المدرسة السلفية، لكن الطرف الأول منها المثبت للمجاز في القرآن والسنة يسعى لبيان أن إنكار المجاز في القرآن العظيم مكابرة لا يسع عاقلا فاهما أن يقول به فضلا عن أن يتخذه مذهبا، فإنكار المجاز في القرآن يؤدي إلى مخالفة الواقع ومخالفة ما عليه جمهور جمهور العلماء المسلمين من شتى المذاهب والمدارس وإنكار أن يكون القرآن نزل بلغة العرب أصلا لأنها بلا مجاز تفقد غالب حسنها. ولا يجد هذا الطرف حرجا في الإقرار بثبوت المجاز لكونه ينكر إنكارا تاما أن يتطرق المجاز إلى ما يتعلق بالمباحث العقدية المتعلقة بالصفات الإلهية.

أما الطرف الثاني وهو الذي يمثله منكرو المجاز مطلقا، فهؤلاء وإن ركبوا متن المكابرة بإنكارهم ما اتفق عليه الموافق لهم في بعض الأصول والمخالف لهم والكثرة الكاثرة من العلماء واللغويين وكل من له طرف في فهم علوم الدين من ثبوت المجاز في القرآن العظيم بجميع أنواعه وأقسامه وفروعه، فإنهم مشوا على قاعدة مهمة جنبتهم التحكم في شق من آرائهم على الرغم من أن التحكم أهون وأسهل ارتكابا من المكابرة، فهم علموا أن مقتضى التسليم بوقوع المجاز في القرآن العظيم التسليمُ بجواز تطرق المجاز للآيات المتعلقة بمباحث الصفات الإلهية، وإذا تطرق المجاز لها وصار محتملا فيها انفرط عقد التصميم على الحمل على الحقيقة والظاهر والذي طالما اعتقدوه ونافحوا عليه في مباحث العقائد. وأما الفريق الأول فلا يجد هذا لازما.

هذا تلخيص محل النزاع بين طرفي المدرسة السلفية، والأمر شائك وصعب، فإن كل طرف غير مستعد على ما يبدو للتسليم بفهم الآخر.

ولا يخفى أن الطرف الأول قادر على إقناع الطرف الثاني وذلك بعرض نماذح من آيات لا تحصى ولا تعد من الآيات القرآنية يستحيل بلاغيا حملها على مفهومها الظاهر بدون مراعاة نوع من أنواع المجاز. فإذا تعسف الفريق الثاني في فهمها وحملها على غير المجاز أفقد حسن القرآن العظيم وعطل غالب مفاهيمه وأرجعه نصا جامدا لا يصلح لكل زمان ولا يفي بحاجة الإنسان سيما المعرفية منها.

أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.

سلمت يا أخانا الفاضل وأحسنت أحسن الله إليك.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015