زمرة الكافرين يناسبها: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ...

فئة الذين آسلموا يناسبها أن يقيموا: وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، فبما أنكم عرفتم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله وأنه جاء بالهدى من ربكم فأقيموا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، فمن يسلم من هؤلاء أصبح عليه أن يتعبد بما يفرضه الإسلام ولا يتعبد بالتوراة إن كان من قبل يهوديا ولا بالإنجيل إن كان من قبل نصرانيا، هؤلاء بعد أن أسلموا لا يقال لهم: حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.

ماذا عن فئة الذين لم يسمعوا عن الإسلام؟ هل عندهم من الهدى ما يجعلهم على شيء يأمنون به من العذاب يوم القيامة؟

هؤلاء يناسبهم من الآية: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، لو كانت التَّوْرَاةَ محرفة والإنجيل محرف فمعنى ذلك أنه ليس فيهما هدى ينفعهم يوم القيامة،أما وقد قال الله (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) فهذا يدل أنهما لم يحرفا.

كان هذا عن أهل الكتاب، ماذا عن الناس الذين ليسوا من أهل الكتاب (الصابئين) الذين لم تبلغهم رسالة الإسلام؟

إيمان الفطرة، فالإنسان حتى لو لم يأته رسول فإنه بفطرته وعقله يستطيع أن يدرك أن للكون خالقا، وأن هذا الخالق حكيم لم يخلق الكون عبثا وسيبعث الناس ليجزي الناس على أعمالهم فمن يعمل خيرا يجز خيرا ومن يعمل شرا يجز به، فإن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا لإيمانه أنه سيحاسب على أعماله يوم البعث فهو لا خوف عليه ولا هو يحزن، فالهدف من بعث الرسل بالذكر هو تذكيرهم بإيمان الفطرة.

وهكذا نرى الآيات مرتبة ترتيبا محكما، فبعد الآية السابقة التي بينت مصير أهل الكتاب الذين بلغتهم رسالة الإسلام والذين لم تبلغهم جاءت الآية التالية: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Mar 2009, 06:47 م]ـ

الأخ الكريم (أبو علي)،

تقول:"ما يهم من الإنجيل هو شهادة الشاهد على قول وفعل المسيح عليه السلام، إن كان الله هو الذي أوحى بتدوين الإنجيل فإن الشاهد سيكون معصوما من الكذب ومن الخطأ في شهادته، أما حشو الرواية بأشياء خارجة عن الشهادة فهذه قد لا يكون الشاهد معصوما فيها" أقول تعقيباً على قولك هذا: 1. التحريف يكون بالزيادة ويكون بالنقصان، وعندما يختلط الحق بالباطل كيف نستطيع أن نميز. 2. ما الداعي لحفظ الوحي بعد انتهاء زمن البلاغ. ومعلوم أنه قد بقي على الحق بعض النصارى إلى زمن نزول القرآن الكريم. ومعلوم أن هناك أناجيل تحارب حتى الآن منها إنجيل برنابا، ولعلك سمعت بالإنجيل الذي تم اكتشافه مؤخراً ــ إنجيل يهوذاـ وقالوا إنه ينسف بعض ما في الأناجيل الرسمية، ولعلك سمعت بوثائق قمران التي أخفي جزء منها لأنها كما يقولون يمكن أن تؤدي إلى ثورة .. فما بالك تصر على الأربعة التي تم اختيارها في مجمع نيقية الذي قال بالثالوث على خلاف قول آريوس ومن يؤيده. وهل تعلم أن قرارات المجمع كانت بدعوة من الملك قسطنطين الأول وتداخلاته وضغطه، وهل تعلم أنه كان وثنياً وأنه آمن بالمسحية المثلثة وهو على فراش الموت، أي عام 327م!!! فأنت تعصم لوقا ولا تعصم برنابا التلميذ. وتعصم يوحنا غير التلميذ ولا تعصم يهوذاالتلميذ، لماذا؟!! ألأن الكنيسة المثلثة اختارت أربعة وحاربت الباقي إلى يومنا هذا؟!!

3. الإيمان باليوم الآخر من أهم أركان أي دين، فإذا كانت التوراة غير محرفة بالإنقاص فأطلب منك أن تكتب لي نصين من التوراة المعاصرة يُذكر فيهما اليوم الآخر صراحة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015