بالنسبة لإقرارك بخطأ كُتّاب الأناجيل في مسألة النّسَب، فإن ذلك ينفي العصمة المزعومة للكتبة، وبعد ذلك ما يدرينا أنهم لم يخطئوا في الأمور الأخرى باعتبارهم بشراً. وماذا نقول عندما يختلفوا وتتناقض أخبارهم، ألا يشير هذا إلى نزول درجتهم في الحفظ والتذكر .. الخ، هذا إذا صحت النسبة إليهم، ولا ننسى أن الأناجيل المعاصرة مترجمة من قبل أشخاص مجهولين، ومعلوم بداهة أن الترجمة من أوسع أبواب التحريف.

الأخ الكريم أبو عمر البيراوي.

ما يهم من الإنجيل هو شهادة الشاهد على قول وفعل المسيح عليه السلام، إن كان الله هو الذي أوحى بتدوين الإنجيل فإن الشاهد سيكون معصوما من الكذب ومن الخطأ في شهادته، أما حشو الرواية بأشياء خارجة عن الشهادة فهذه قد لا يكون الشاهد معصوما فيها.

أما بخصوص الاختلافات التي قلت وسفر التثنية وغير ذلك فإني أحاول أن أعلم الحقيقة من القرآن فالله هو العليم الخبير، إن كان هناك تحريف فقد علمه الله وبالتالي لا يقول عن القرآن تصديق الذي بين يديه، ولا يقول عنه: مصدقا لما معكم، فإذا كان الله قد علم المسيح عليه السلام التوراة ويحيى عليه السلام كان يعلم التوراة فهذا يعني أن التوراة كانت سليمة في عهد المسيح، ثم انتقلت إلى أتباعه من بعده لكن نسخة العهد القديم عند النصارى هي نفسها التي عند اليهود.

المسيح ليس اسمه كلمة الله ,وإنما اسمه المسيح عيسى بن مريم QUOTصلى الله عليه وسلم]

يا أخي الكريم أنا أعلم أنه اسمه المسيح عيسى بن مريم ولم أقصد أن اسمه كلمة الله بالمعنى الذي فهمته،أنا قصدت صفته.

[ QUOTصلى الله عليه وسلم= محب القرآن الكريم;75414] كيف لم ينزل الله كتابا اسمه الإنجيل والله يقول:

(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) سورة آل عمران (3)

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة آل عمران (65). QUOTصلى الله عليه وسلم]

لم أنف تنزيل الإنجيل، أنت تظن أنه أنزل كتابا على المسيح عليه السلام، وأنا أقول إنه هو الحكمة التي أنزلها الله على قلب عيسى عليه السلام كما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الحكمة (السنة)، فالله تعالى إذا ذكر كتابا أنزل قبل القرآن فإنه يقول:

وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً)، لو كان للمسيح كتاب كالتوراة لذكر الأقرب زمنيا للقرآن ولقال: وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ عيسى.

[ QUOTصلى الله عليه وسلم= محب القرآن الكريم;75414] أما ما ذكرته هنا فاسمح لي أن أقول لك هذا استشهاد بارد لا يصلح للمناقشة العلمية، وهو أقرب إلى ترهات النصارى من أن يكون كلام مسلم يعرف الكتاب والسنة

إئت باستشهاد ولو كان مثلجا يثبت أن الله جعل كلمة الذين كفروا هي العليا فحرفوا وحيه وأمسكوا رحمته عن الناس رغم أن الله يقول: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا.

وائت بدليل يثبت أن الإنجيل ليس بلاغا للنصارى، فإن قلت إنه بلاغ فكيف لم يبلغهم صحيحا بل محرفا!! وهل تثبت له صفة البلاغ بعد أن حرف المراد تبليغه!!

وائت بما يثبت أن القرآن ليس مصدقا لما بين يديه (التوراة والإنجيل)، وهل يصدق القرآن كتبا محرفة!!

أنا آتيك بدليل من القرآن أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، قال تعالى:

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الكافرين.

الآية تبين مصير أهل الكتاب يهود ونصارى في الآخرة، وهؤلاء يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أزواج:

1) قسم لم يسمع بالإسلام في العهد النبوي، ما الذي يجعلهم على شيء يوم القيامة يأمنون به من العذاب؟.

2) قسم سمع بالإسلام فعلموا أنه الدين الحق فآمنوا.

3) قسم سمعوا عن الإسلام فعرفوا أنه الدين الحق فكفروا.

الآن عد إلى الآية وقسمها إلى أجزاء ثم ضع أمام كل قسم ما يناسبه من كلام في الآية، لنبدأ من الآخر:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015