ومن عجائب القرآن الكريم: "أن فيه علم الأولين والآخرين وما من شئ إلا ويمكن إستخراجه منه لمن فهمه الله تعالى، حتى إن بعضهم إستنبط عمر النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وستين سنة من قوله تعالى فى سورة المنافقين: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا) [المنافقين: 11] فإنها رأس ثلاث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن [النقص] فى فقده وإستنبطوا عمر عيس عليه السلام ثلاثاً وثلاثين من قوله تعالى - مخبراً عن عيسى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ) [مريم:30] إلى قوله تعالى (أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم33] فإنها ثلاث وثلاثون كلمة [والآية الأخيرة من هذا المشهد رقمها 33] وعمر عيسى ثلاث وثلاثون سنة ([20]).

ومن عجائب القرآن الكريم: سورتان أولهما (يَاأَيُّهَا النَّاسُ) إحداهما فى النصف الأول، وهى السورة الرابعة منه، وهى سورة النساء والثانية فى النصف الثانى منه وهى سورة الحج والأولى تشتمل على شرح المبدأ، والثانية تشتمل على شرح المعاد. فتأمل هذا الترتيب، ما أوقعه فى البلاغه"! ([21]).

ومن عجائب القران سورة المجادلة، فقد إشتملت كل آية منها على لفظة الجلالة (الله)، الأمر الذى لا نراه فى غيرها من السور، ففيها آيات تخلوا من هذا.

ومن عجائبه: أن سورة يوسف التى تزيد على مائة آية ليس فيها ذكر جنة ولا نار ([22]).

وفى سورة آل عمران عجيبة رقمية فى قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فرقم هذه الآية هو خمس وعشرون، وقد ورد لفظ آدم فى القرآن خمساً وعشرين مرة وكذلك ورد لفظ (عيسى) خمساً وعشرون مرة فمثل عيسى عند الله كمثل آدم فى طلاقة القدرة الإلهية، وفى عدد المرات التى ذكرفيها إسمهما فى القرآن الكريم.

وفى سورة الحج سبع آيات متواليات، فى آخر كل واحدة إسمان من أسماء الله الحسنى، أى ذكر فى هذه الآيات السبع أربع عشرة إسماً من الأسماء الحسنى، ولاحظ أن العدد 14 هو ضعف العدد 7، أى اثنان مضروبان فى سبعة!!

قال الله تعالى: (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ* ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ* ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ* أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحج: 59 - 65

والآيات - كما ترى - تستعرض دلائل القدرة ودقة الناموس، وكلها دلائل معروضة للناس فى كل حين.

* وفى سورة الشعراء ثلاث آيات متواليات هى قوله تعالى: (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ* فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ) الشعراء: 98 - 100.

ويرى الزركشى أن الأولى يرد بها على المشبهة، والثانية يرد بها على المجبرة، والثالثة يرد بها على المشبهة ([23]).

............... وكتاب الله الحق - كما وصفه رسولنا - "لا تنقضى عجائبه:!!!.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015