الدكتور محمد الخضيري: أيضا كتاب بصائر ذوي التمييز فيه جملة كبيرة من هذا الباب.

الدكتور مساعد الطيار: كتاب يحي بن سلام التصاريف.

الدكتور محمد الخضيري: يدعونا هذا إلى أن نتعرف على هذا الكتاب المسمى بتفسير الرازي أو ما يعرف بإنموذج جريء لأن له صلة بهذا الموضوع , فهو يبين بعض الوجوه , لمن هو هذا الكتاب؟

الدكتور مساعد الطيار: الكتاب معروف باسم تفسير الرازي - وهو ليس فخر الرازي المشهور - وإنما صاحب مختار الصحاح , ويسمى إنموذج جريء لأسئلة وأجوبة من غرائب التنزيل , هذا الكتاب فكرته والباعث على تأليفه و كما يذكر المؤلف- رحمه الله تعالى - أنه جمع فيه نموذجا يسيرا من أسئلة القرآن المجيد و أجوبتها , يقول فيه: [ونقلت من كتب العلماء إلا أني نقحته ولخصته - وهذا يكثر - و منه ما فتح الله تعالى علي به؛بسبب مذاكرتي أخ من أخوان الصفاء في دين الله ومحبة كتابه , وكان صالحا تقيا سليم الفطرة وقاد الذهن جامع لجملة من مكارم الأخلاق وصفات كمال الإنسان, انعم الله تعالى علي بصحبته ومذاكرته في معاني كتابه وكان شديد العناية بها, كثير البحث والسؤال عنها , قد هداه الله إليها وفتح عليه فيها بغرائب لم نسمعها من العلماء ولا رأيناها في كتبهم , فحملتني فكرته القادحة ونيته الصالحة على جمع هذه الصبابة , وهي تزيد على الألف ومائة سؤال وإن كانت بالنسبة لما في القرآن من الغرائب والعجائب كالقطرة من الدأماء- البحر - والسهى من نجوم السماء] فهو كتاب مهم جدا وفيه بعض ما يتعلق بعلم النظائر و الوجوه , وعلينا أن نعلم أن العلماء كانوا يقيدون مثل هذه اللطائف , وستجد في هذا الكتاب من فؤاد هذين العلَمين الرازي وصاحبه الذي لم يسمه لنا , والمدارسة ماذا ولدت؟ ولدت ألف ومائة سؤال.

الدكتور محمد الخضيري: من الأمثلة في قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)} البقرة, قتل النبيين أصلا بغير الحق ,فكيف يقول بغير بالحق.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: كأن السؤال هل هناك قتل للنبيين بحق؟

الدكتور محمد الخضيري: فيبين الجواب على المسائل , ومن الأمثلة قوله تعالى: { .. وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ .. (38)} الأنعام , فهل هناك طائر يطير بغير جناحين , وأيضا قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ... (282)} البقرة , هل هناك تداين بغير دين.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} الحج.

الدكتور محمد الخضيري: وهل هناك قلوب ليست في الصدور , فيذكر الجواب عليها باجتهاد ولكنه اجتهاد عالم متمكن فيستفيد منها من يريد أن يتدبر الآيات والمقاصد.

الدكتور مساعد الطيار: كل الكتاب مبني على فعل قيل و قلنا.

الدكتور محمد الخضيري: هذه تسمى كتب الفناقل- يراد بها اختصار لـ فإن قيل كذا قلنا كذا - , نعود للآية السابقة: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} هذه الآية كانت مقدمة لتحويل القبلة , وأتعجب من شيء يرد في القرآن , وهو أن القضية التي تحتاج لمعالجة شديدة ترد في القرآن على درجات , سواء كانت هذه المعالجة معالجة للإفهام أو القلوب , مثلا آيات الإنفاق في هذه السورة , من أول السورة وهي تذكر الإنفاق في كل مقطع تأتي إشارة إلى أن أتى في آخر السورة فنزلت الآيات التي تبين الإنفاق وأوجهه وعلى من يكون وفي الحث عليه , لكن البداية كانت من قوله تعالى: { .. وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} , ثم {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ .. } شيئا فشيئا إلى أن وصل لآية الإنفاق.

و هذه القضية وهي قضية نسخ القبلة كانت من أشد القضايا على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى اليهود والمشركين , فاليهود قالوا كيف يغير و يبدل , والمشركين قالوا ألم يقل أنه يتبع دين إبراهيم , والمسلمون أعياهم موقف هؤلاء من هذه الشريعة.

الدكتور مساعد الطيار: فأنت ترى أن الآية تمهيد لتحويل القبلة؟.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015