الدكتور محمد الخضيري: لكن المعنى الذي ينبغي أن ندرأه في هذا الموضوع هو أن لا يكون خليفة لله بمعنى أنه وكيل لله في تدبير الأمور فهي بيد الله.

الدكتور مساعد الطيار: الآية التي ذكرتها وهي قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)} لو تأملنا هذه الآية نجدها تثبت النسخ وأن الذي ينسخ هو الله - سبحانه وتعالى - وهذه قاعدة يجب أن ينتبه لها المسلم , أن الذي ينسخ هو الذي أمر , وهذا الأمر مرتبط بحكم إلهية ومصالح مرتبطة بالبشر , سواء قل وقت الأمر أو طال ,فليس طول الأمر أو قصره مقصدا , وإنما المقصد النظر للحكمة والمصلحة , لأن البعض يقول كيف يأمر الله بالصدقة بين يدي الرسول قبل أن يكلموه في آية النجوى ثم تنسخ بعدها وقبل التمكن من فعلها , فلم يتمكن من فعلها إلا علي - رضي الله عنه - فنقول أن هذه قضايا مرتبطة بحكم إلهية ومصالح , والنظر في تطبيق هذه الأمور , وهي تربية من الله- عز وجل - للمسلمين , انظروا لهذا الفعل الذي فرض عليكم وفيه مشقة فإنما هو بسبب شيء ما فعلتموه فلم تتأدبوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فجاءكم مثل هذا الأمر الذي قد يكون فيه نوع من القسوة والمشقة , ثم الله رحمة بكم نسخه , فلننتبه إلى أن هذه القضية مرتبطة بحكمة الله -سبحانه وتعالى - وأيضا من القضايا المرتبطة بهذه الآية , أن فيها علم جميل وقد يغفل عنه هو علم الوجوه والنظائر , فعلم الوجوه والنظائر من علوم القرآن المهمة, فهل كل لفظة آية وردت في القرآن المقصود بها آية قرآنية متضمنة لحكم , نقول: وردت آية والمراد بها آية كونية وقد نفي التبديل والنسخ في الآيات الكونية: {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ... (64)} يونس , والمقصود أن الآية تأتي بمعنى الآية الشرعية وتأتي بمعنى الآية الكونية , والذي يقع عليه النسخ هو الآية الشرعية أم الآية الكونية فلا يقع عليه نسخ , فبعض من لا يفهم , وبعض النصارى من الذين يريدون أن يطعنوا في الإسلام يأتي بلفظ الآية في مقام الاحتجاج على المسلمين في أن القرآن مرة يثبت أنه يبدل الآيات ومرة يثبت أنه لا يبدل الآيات , فيقول في قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} النحل, هذه إثبات للتبديل والنسخ, وتأتي آيات آخر تنفي تبديل الآيات , فنقول هنا يجب أن ننتبه فالآية التي أثبت نسخها غير الآية التي نفي نسخها وتبدليها , وهذا علم الوجوه والنظائر , فهناك آية شرعية و آية كونية.

الدكتور محمد الخضيري: من علم الوجوه والنظائر؛كلمة خير مثلا فترد مرة فتكون بمعنى أفضل و مرة بمعنى المال كما في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} العاديات , وكلمة أمة مرة ترد ويراد بها الجماعة من الناس ومرة يراد به الرجل الجامع لخصال الخير كما في قوله تعالى: {إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)} النحل , ومرة يراد بها الزمن كما في قوله { .. وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ... (54)} يوسف, فهذا تأكيد لمعنى الوجوه والنظائر.

الدكتور مساعد الطيار: يمكن أن نلخص معنى وجوه بأنها اللفظة التي يكون لها أكثر من معنى في القرآن , والنظائر هي الآيات التي تأتي على أحد هذه المعاني , مثلا كلمة أمة في قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ .. (23)} القصص, فهي هنا بمعنى الجماعة من الناس , نظيره قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} الأنبياء.

الدكتور محمد الخضيري: وأُلفت فيها كتب مثل كتاب إصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: و الوجوه والنظائر في القرآن العظيم لمقاتل بن سليمان وهو قديم جدا.

الدكتور مساعد الطيار: من باب الفائدة فالمحقق قد تصرف في عنوان إصلاح الوجوه والنظائر وإلا فاسمه الوجوه والنظائر , وهو أصلحه فزاد وعدل وبدل في الكلمات.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015