الدكتور عبد الرحمن الشهري: لو لاحظنا صنيع البقاعي- رحمه الله - كيف كان يصل للموضوعات , كان يصل إليها بطريقتين إما عن طريق اسم السورة أو بمقصد السورة, فيستدل بالاسم والمقصد على الموضوعات, ولذلك يُنتقد في هذا فكيف يصل للمقصد وهو لم يأخذ الموضوعات ويرتبها؟ ثم من خلال الموضوعات يصل للمقصد الجامع بينهما فما رأيكم هل طريقته أفضل؟ خاصة أن البقاعي عندما يذكر المقصد ليس له ضابط في طريقة الوصول إليه, فكأنه أشبه ما يكون بالفتح أو الإلهام , ولذلك لا تستطيع أن تتبع قاعدات خلال استنباطاته, فتقول هذه القواعد التي اتبعها البقاعي واستدل بها على المقصد فيمكن تطبيقها على سور أخرى , ولكنه يذكر لك موضوع أو مقصد يرى أن هذا هو المقصد الجامع ثم يبدأ بذكر الموضوعات.
الدكتور مساعد الطيار: لكن لا أدري هل هو وصل للمقصد قبل النظر للموضوعات فلا يمكن ذلك! فلابد من النظر للموضوعات , لكن قد يكون قدم المقصد وترك الموضوعات, ومن لطائف (ذكر اسم مفسر لم أتبين اسمه) كذلك في تفسير القرآن و تفسيره صوفي فهو متصوف ولكن فيه لطائف , إذا فسر بسم الله الرحمن الرحيم في كل موطن تجده يفسرها بطريقة مختلفة عن الموطن الآخر بناء على المقصد أو الموضوع الذي ظهر له في السورة , فلما ذكر الشيخ محمد قضية سورة مريم لا أذكر الآن تأكيدا, ولكن يكاد يكون عندي حدس كبير أنه سيشير إلى قضية الرحمة , في تفسيره للبسملة فيأتي بها بطريقة لطيفة وعجيبة جدا ويقول هذا مدخل للفكرة التي أريد طرحها.
الدكتور محمد الخضيري: استعين بسم الله على ذكر الرحمة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: اذكر من مفسرين الأندلس الذين اعتمد عليهم البقاعي -أبي حسن الحراري- (غير متأكدة من الاسم) وله كتاب مطبوع اسمه فتح الباب المقفل في معاني الكتاب المنزل ...
الدكتور مساعد الطيار: يعني كأنه في أصول فهم السور.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: الشاهد أنه يقول كيف تعرف مقصود السورة وكيف تعرف المناسبة بين الموضوعات فيقول أنك تنظر في اسم السورة ثم تنظر في المقصد الأساسي لها ثم ما هو الذي يناسب أن يبتدئ به عندما يأتي الحديث لهذا المقصد , فالمسألة اجتهادية.
الدكتور محمد الخضيري: ما هي الأسباب التي تستدعي الاهتمام بالموضوع حتى تصل.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: ما هو الشيء الذي ينبغي تقديمه ثم ما هو الشيء الذي ينبغي الثنية به وهكذا فأنه سوف ينكشف لك المقصود وتنكشف لك المناسبة بين هذا المقطع والذي يليه , ولذلك استفاد منه البقاعي كثيرا في عصره.
الدكتور مساعد الطيار: وقد كان عنده تصوف مغرق لذلك زعم في كتابه فتح الباب المقفل أن العلم لا يكون إلا من طريق علي بن أبي طالب - رضي الله - عنه فالعلم بابه علي بن أبي طالب وما سواه لا وهذا بلا شك ضلال.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: حجر واسع.
الدكتور مساعد الطيار: نعم , ولكن لا شك أن هذا مبني على منهج عنده كما تعرف أصحاب الإغراق في التصوف يرون هذا المنهج.
الدكتور محمد الخضيري: هذا يبدو لي تصوف فيه شيء من الرفض لحديث:" أنا مدينة العلم وعلي بابها ".
الدكتور مساعد الطيار: وهذا من التوافق بين الرافضة والمتصوفة المغرقين في التصوف , في أن العلم لا يكون إلا من علي بن أبي طالب- رضي الله عنه - ,لكن الرافضة يستمرون مع أبناءه وهؤلاء يقفون عند علي- رضي الله عنه - فقط, وإنما يتفقون فيه فقط.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: طيب ما هي موضوعات سورة الفاتحة حتى يتميز لنا المقصد عن الموضوعات.
الدكتور مساعد الطيار: جميل , الموضوعات لو تأملنا بعد ما تكلمنا عن المقصد وتكلمنا عن أكثر من مقصد لو رجعنا لحديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين, فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين , قال الله: حمدني عبدي, وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم , قال الله: أثنى علي عبدي , وإذا قال: مالك يوم الدين , قال الله: مجدني عبدي) و المجد يدل على العظمة وهو ملك يوم الدين , هذا إذا تأملته تجد أنه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} قد جاءت خمس أسماء لله في هذا الموطن فهذه الأسماء دلت على الموضوع الأول وهو موضوع الثناء على الله تعالى , الموضوع الثاني وهو في
¥