ـ قولكم: (وقلت إن تعذر الجمع فألتزم باللفظ القرآني)، واللفظ القرآني لا خلاف فيه، وإنما الخلاف في المراد به؛ هل هو الطلح المعروف في وديان الطائف وغيرها، أو هو الموز؟ قولكم ـ حفظكم الله ـ: (هل يجرؤ أحد ان يخالف كلام الله

ويقول يحرم أن نقول بأن الطلح ليس هو الطلح وإنما هو الموز فقط

وكانه يخطئ الله تعالى في هذه التسمية

ومن الذي يمنع الله تعالى أن يأت في القرآن بذكر الموز ولا يذكر الطلح

هو تعالى أعلم بما يقول وهو الذي علم آدم الأسماء

فلما قال تعالى طلحًا يعني الطلح ولا يعني غيره

ولو قال موزًا لعنى الموز وليس غير الموز) هذا أسلوب خطابي لا تثبت به القضايا العلمية، مع تحفظي على بعض العبارات من جهة الادب مع الله تعالى.

ويمكنني أن أقول لك ـ بالأسلوب نفسه ـ: ابن عباس أعلم منك بلغته وبمراد القرآن، وهو قد فسر بأنه الموز.

قولكم ـ حفظكم الله ـ: (لم يقل أحد من العلماء أن التفسير جزء من النص؛ أي جزءًا من كلام الله تعالى،

ويحرم علينا القول بغيره .... ومن الذي يساوي كلام البشر بكلام الله تعالى.

فلا تحملني يرحمك الله تعالى بما لم أقل وبما لم أرد قوله).

لم أحملكم شيئًا، وأدعي أنكم قلتم به، ولم أقل لكم: إن التفسير جزء من النص، لكن القول على الله بغير علم لا يجوز، كائنًا من كان القائل به، لذا يتحرج الواحد من السلف في التفسير، ويتوقف فيه خوف الوقوع في هذا.

وأنتم ـ حفظكم الله ـ تخطئون من يقول بأنه الموز، مع أنه قول لجمهور مفسري السلف، وقد تتابعت أقوالهم على 1لك، وقد قلت لك سابقًا: نحن بحاجة إلى ترتيب الأدلة، واعتبار قول الجمهور مقدمًا على غيره، وإلا فكيف يقع منهم تفسير الطلح بأنه الموز، هل كانوا يجهلون الطلح وهو بين أظهرهم، ويقولون بالموز، وهو معنى خفي في الدلالة.

الوصواب أن يقال:

إن الطلح مشترك لغوي يحتمل أمرين:

الأول: شجر الطلح المعروف، وهو الشجر ذو الشوك الذي ينبت في الطائف وغيرها، كما ذكر ذلك بعض السلف واللغويين.

الثاني: أنه الموز، وعليه جمهو مفسري السلف، وهو المقدم

هذا هو أسلوب التفسير الذي يسير عليه الأئمة، وكل علم يُدخل إليه من بابه، ويُتعلم بأصوله التي قعَّدها علماء هذا العلم.

ـ أما كوني أذكر ابن عباس ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ـ له، فلا يعني هذا أني أدعي له العصمة، لكن أقول: إن مخالفة قوله ـ مع متابعة الآخرين له ـ صعبة جدًا، ولا يكفي فيها أن نقول: هو اجتهد، ونحن نجتهد، ولكل مجتهد نصيب.

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Sep 2008, 01:20 ص]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

طلح الجنة

هذه مقتطفات من تفسير إبن كثير رحمه الله:

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/633548bc69d98b0e8.jpg

ترى ما مدى صحة هذه الأخبار يا أهل الحديث و التفسير؟

أفيدونا مما علمكم الله.

ــــــ

ملاحظة: يرد البيت الشعري في بعض الكتابات كالآتي:

بشرها دليلها و قالا ... * ... غدا ترين الطلح و الجبالا

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Sep 2008, 04:47 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الطلح و الطلع في تفسير إبن عاشور

ورد في مصحف التنوير و التحرير لإبن عاشور التونسي رحمه الله ما نصه:

. قال الأصفهاني في تفسيره:

" كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، وهي قراءة العامة التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل في العام الذي قبض فيه.

ويقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وبقى الذين قرأوا قراءات مخالفة لمصحف عثمان يقرأون بما رووه لا ينهاهم أحد عن قراءتهم ولكن يعدوهم شذاذا ولكنهم لم يكتبوا قراءتهم في مصاحف بعد أن أجمع الناس على مصحف عثمان.

قال البغوي في تفسير قوله تعالى {وطلح منضود}:

عن مجاهد وفي الكشاف والقرطبي- قرأ علي بن أبي طالب وطلع منضود بعين في موضع الحاء، وقرأ قارئ بين يديه وطلح منضود فقال: وما شأن الطلح? إنما هو وطلع وقرأ {لها طلع نضيد} فقالوا أفلا نحولها? فقال إن آي القرآن لا تهاج اليوم ولا تحول، أي لا تغير حروفها ولا تحول عن مكانها فهو قد منع من تغيير المصحف، ومع ذلك لم يترك القراءة التي رواها، وممن نسبت إليهم قراءات مخالفة لمصحف عثمان، عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة، إلى أن ترك الناس ذلك تدريجا.

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:42 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الطلح و الموز في تفسير " إبن عاشور التونسي " رحمه الله

قال إبن عاشور في تفسيره:

والطلح شجر من شجر العضاه واحدة طلحة، وهو من شجر الحجاز ينبت في بطون الأودية، شديد الطول، غليظ الساق. من أصلب شجر العضاه عودا، وأغصانه طوال عظام شديدة الارتفاع في الجو ولها شوك كثير قليلة الورق شديدة الخضرة كثيرة الظل من التفاف أغصانها، وصمغها جيد وشوكها أقل الشوك أذى، ولها نور طيب الرائحة، وتسمى هذه الشجرة أم غيلان، وتسمى في صفاقس غيلان وفي أحواز تونس تسمى مسك صنادق. والمنضود: المتراص المتراكب بالأغصان ليست له سوق بارزة، أو المنضد بالحمل، أي النوار فتكثر رائحته.

وعلى ظاهر هذا اللفظ يكون القول في البشارة لأصحاب اليمين بالطلح على نحو ما قرر في قوله {في سدر مخضود} ويعتاض عن نعمة نكهة ثمر السدر بنعمة عرف نور الطلح.

وفسر الطلح بشجر الموز روي ذلك عن ابن عباس وابن كثير، ونسب إلى علي بن أبي طالب.

والامتنان به على هذا التفسير امتنان بثمره لأنه ثمر طيب لذيذ ولشجره من حسن المنظر، ولم يكن شائعا في بلاد العرب لاحتياجه إلى كثرة الماء.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015