(اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف، أعني مذهب الصحابة والتابعين وها أنا أورد بيانه وبيان برهانه (فأقول): حقيقة مذهب السلف – وهو الحق عندنا – أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه فيه أمور: التقديس، ثم التصديق، ثم الاعتراف بالعجز، ثم السكوت، ثم الإمساك، ثم الكف، ثم التسليم لأهل المعرفة.
(أما التقديس) فأعني به تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وتابعها.
(وأما التصديق) فهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه وسلم، وأن ما ذكره حق وهو فيما قاله صادق، وأنه حق على الوجه الذي قاله وأراده.
(وأما الاعتراف بالعجز) فهو أن يقر بأن معرفة مراده ليست إلا على قدر طاقته، وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته.
(وأما السكوت) فأن لا يسأل عن معناه، ولا يخوض فيه، ويعلم أن سؤاله عنه بدعة، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه، وأنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر.
(وأما الإمساك) فأن لا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى، والزيادة فيه والنقصان منه والجمع والتفريق، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الإيراد والإعراب والتصريف والصيغة.
(وأما الكف) فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكير فيه.
(وأما التسليم لأهله) فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو على الأنبياء، أو على الصديقين، والأولياء.
فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام، لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شيء منها، فلنشرحها وظيفة وظيفة إن شاء الله تعالى) [11]. انتهى.
وقد أفاض في شرح هذه الأمور السبعة، بما لا يتسع المقام له هنا.
[1]- متفق عليه: رواه البخاري في أبواب التهجد (1145)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (758)، وأحمد في المسند (7592)، وأبو داود في الصلاة (1315)، والترمذي في الدعوات (3498)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) عن أبي هريرة.
[2]- سبق تخريجه.
[3]- رواه مسلم في القدر (2654)، وأحمد في المسند (6569) عن عبد الله بن عمرو.
[4]- رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الجنة (7/ 28)، مقطوعا، عن حكيم بن جابر: إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء: خلق الجنة بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران، وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى. ورواه ابن جرير في التفسير عن كعب الأحبار (9/ 196)، وعن ميسرة (9/ 196) وقال عوامة: وفيه ضعف.
[5]- رواه البخاري في التوحيد (7553)، وأحمد في المسند (7528) عن أبي هريرة.
[6]- متفق عليه: والبخاري في الجهاد والسير (2990)، ومسلم في الإمارة (1869)، وأحمد في المسند (4507)، وأبو داود (2610)، في الجهاد وابن ماجه في الجهاد (2879) عن ابن عمر.
[7]- مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " … وإذا ذكر القدر فأمسكوا" رواه الطبراني في الكبير (2/ 96)، عن ثوبان. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف (7/ 411). وقد روي من عدة وجوه ضعيفة، فرواه من حديث ابن مسعود أبو نعيم في الحلية (4/ 108)، ورواه من حديث ابن عمر السهمي في تاريخ جرجان (315)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (545).
[8]- مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "…ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" رواه البخاري في الخصومات (2410)، وأحمد في المسند (3724) عن ابن مسعود.
[9]- جزء من حديث: رواه أحمد في المسند (18534)، وقال محققوه: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح. وأبو داود في السنة (4753)، والترمذي في تفسير القرآن (3120)، عن البراء بن عازب، وقال حديث حسن صحيح،
[10]- انظر: الغياثي: فقرة (280) بتحقيق د. عبد العظيم الديب.
[11]- انظر في تفصيل ذلك كتاب الغزالي (إلجام العوام عن علم الكلام).
ـ[العرابلي]ــــــــ[02 Jul 2008, 12:32 ص]ـ
أرجو من الأخ أبو عمرو البيراوي
أن يدلنا على مكان (مسألة في الاستواء - بقلم بسام جرار) في مركز نون للدراسات
إن كان الأخذ من نفس الموقع
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:55 ص]ـ
أخي الكريم
بلغني أن السلطات الإسرائيلية قامت بإغلاق مركز نون للدراسات القرآنية بأمر عسكري ولمدة سنتين. ويبدو أن الشيخ بسام جرار نتيجة لذلك قد تفرغ للتفسير. ولذلك يلاحظ أنه وفي كل يوم تقريبا يخرج مقالا جديدا في التفسير في صفحة نون الالكترونية والتي هي:
islamnoon.com وتجد المقال وغيره في الصفحة الرئيسية. وقد قام الأخ أبو البراء مهدي بإنزال أكثر من مقال من هذه المقالات الجديدة في صفحة الملتقى هذه. وقمت أنا بإنزال مقالين حسب ما أذكر.
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Jul 2008, 02:06 م]ـ
أخي الكريم
بلغني أن السلطات الإسرائيلية قامت بإغلاق مركز نون للدراسات القرآنية بأمر عسكري ولمدة سنتين. ويبدو أن الشيخ بسام جرار نتيجة لذلك قد تفرغ للتفسير. ولذلك يلاحظ أنه وفي كل يوم تقريبا يخرج مقالا جديدا في التفسير في صفحة نون الالكترونية والتي هي:
islamnoon.com وتجد المقال وغيره في الصفحة الرئيسية. وقد قام الأخ أبو البراء مهدي بإنزال أكثر من مقال من هذه المقالات الجديدة في صفحة الملتقى هذه. وقمت أنا بإنزال مقالين حسب ما أذكر.
أخي الكريم / أبو عمرو البياري حفظه الله تعالى
رجعت إلى الموقع ورأيت الدراسة فيه وكانت حديثة
أي بعد أن نشرت "حقيقة استواء الرحمن على العرش"
لأن إحساسي أن أن الأخ بسام جرار اطلع على ما نشرته، فأردت معرفة تاريخ ما نشره،
وكأن ما نشره كان صدى لما نشرته، دون ان يعلق على ما نشرته بشيء أو بتطرق إلى ذكر صاحبه،
وهي منشورة في مدونتي معجزات وأسرار
والرابط الإلكتروني للمدونة في هذا الموقع لا يعمل؟!
شكرًا
¥