9 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: البحث والتنقيب في القرآن عن كل ما يناظر الجملة أو الآية المقصودة بالتفسير ومعرفة معناها بالتدبر الصحيح له، ومن ثم الموازنة بينه وبين معنى الآية الأخرى، وبيان العلاقات التي تحكمها بالتطابق أو التكامل أو التعدد.
10 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الموازنة بين معاني القرآن وحقائقها الواقعية التي تتحدث عنها، وبيان صدق القرآن فيما يخبر به من خبر، ودلالة ذلك على أنه مصدريته ووجوب الإيمان به.
11 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: بيان الآثار الإيجابية لمعاني القرآن العقدية والتشريعية والأخلاقية، في حياة الإنسان، ومعالجتها لما يعترضه من مشاكل، وبيان دلالة ذلك على مصدرية القرآن ووجوب الخضوع لأحكامه.
12 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: جمع آيات الموضوع الواحد ودراستها دراسة دقيقة بمنهج التدبر واستنباط المعاني والعبر واللطائف التي قد لا تعرف إلا من جمع آيات الموضوع الواحد والموازنة بينها، وبيان الأحكام التي يدل عليها جمع تلك النظائر في موضوعات الآيات التي قد لا تكون مذكور بالنص، وبيان التناسق بين معانيه، وبيان دلالة على ذلك مصدرية القرآن.
ثانياً: حكم التدبر من خلال مفهومه في القرآن الكريم
التدبر مادام يقصد به مجرد النظر سواء كان في عموم الأمر أو دبره يعتبر وسيلة لغاية أعظم، وإن كان هو غاية لنزول القرآن.
فقد سبق في الآية الأولى من آيات التدبر أنهم أمروا بالتدبر لإزالة شكهم في مصدر القرآن واعتقادهم أنه ? متخرص ـ حاشاه عن ذلك.
وجاء في الآية الثانية أنه ? ذكر التدبر بعد ذكر صفاتهم وكفرهم بالله تعالى ليبين أن عدم تدبر القرآن هو سبب كفرهم بالله ?. ليرشدهم من جهة أخرى إلى أنهم مدعوون للتدبر للتخلص من تلك الصفات المشينة وذلك الكفر.
وكذا الآية الرابعة فقد جاء استنكار عدم تدبر المنافقين للقرآن بعد ذكر صفاتهم المشينة داعياً لهم إلى ما ينقلهم من نفاقهم إلى الإيمان وعدم الشك وهو تدبر القرآن.
ولما كانت الآية الثالثة فيها ما قد يفهم أن التدبر الذي يعني التفكر والنظر في الأمر وعواقبه في قوله ? ليدبروا آياته? غاية قصوى أتبعها بقوله: ? وليذكر أولوا لألباب ?. ليعلم أن التدبر وإن كان غاية لنزول الكتاب إلا أنه وسيلة لغاية أعظم وهي الإيمان.
كل ذلك يدل على أن التدبر وسيلة وأن الهدف منه ما جاء ظاهراً في أكثر آيات التدبر السابقة وهو الإيمان والاتباع وتصديق الرسول ? واليقين بأن القرآن من عند الله ?.
ومن هنا فإن الواجب من التدبر ما يحصل به هدفه من الإيمان بالله ? والتصديق بكتابه واتباع رسوله ?.
فإذا تحقق ذلك الهدف بالنظر في مدلول ألفاظ القرآن على معانيه فقط تعيّن ذلك، لتحقيق اليقين، وما سواه يصبح زائداً على القدر الواجب.
وإذا لم يتحقق ذلك الهدف إلا بالأنواع الأخرى من النظر التي تدخل تحت معنى التدبر، تعيّن منها ما يحصل به اليقين.
ثالثاً: منهج التفسير على ضوء مفهوم التدبر في القرآن
المقصود بمنهج التفسير: الطريقة التي يجب أن تُسلك في تناول تفسير القرآن من حيث الأسلوب، ومن حيث القضايا التي يتناولها كل أسلوب.
من المعلوم أن التفسير ينقسم من حيث الأسلوب إجمالاً إلى التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي.
ولكن لا زال الحديث والجدل بين الباحثين في المنهج الذي يجب أن يتناوله كل نوع من النوعين:
فلا زال الجدل دائراً في طريقة التفسير الموضوعي الشائعة هل هي موافقة للمنهج الحق في التعامل مع كتاب الله.
ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الباحثين أن هذه الطريقة هي مفتاح الاستفادة من القرآن في العصر الحاضر، وأنها تساعد على استخراج كنوز القرآن، وتأصيل العلوم من خلاله.
يرى آخرون أنها تتضمن كثيراً من الاستطراد وتحشر في تفسير القرآن ما ليس منه الحديث عن موضوعات عقدية أو فقهية أو أخلاقية.
وقريب من الجدل الدائر في منهج التفسير الموضوعي يدور الجدل في منهج التفسير التحليلي من حيث القضايا التي يجب أن يتناولها وما الضابط في ذلك.
¥