5ـ مطلق النظر والتفكر.
6ـ إمعان النظر والاستمرار فيه وتكراره.
ثالثاً: أنواع النظر في القرآن التي يتضمنها مفهوم التدبر في ضوء الدراسة التحليلية لآياته
القرآن الكريم: معان في قوالب، أو شكل ومضمون، أو معان مصاغة في ألفاظ وتراكيب بأساليب معينة:
والتدبر فيه يدخل فيه أنواع النظر الآتية:
الأول: النظر في دلالة النص على معناه، أو النظر لمعرفة معنى النص مفرداً أو مركبا.
والهدف من ذلك النظر معرفة المعاني الآتية:
1ـ المعنى اللغوي للفظ.
2ـ المعنى السياقي للنص، وقد يختلف عن المعنى اللغوي، وقد لا يختلف.
3ـ المعنى الأسلوبي للنص الذي يؤديه نوع ا لأسلوب من تقديم أو تأخير، أو حذف أو ذكر، أو تعريف وتنكير، ونحوه.
وهذا النظر يدخل تحت التدبر من جهة أن التدبر يطلق على مطلق النظر في الأمر.
الثاني: النظر في علاقة هذه المعاني بباقي معاني القرآن. والمقصود به: النظر في المعنى بالموازنة مع غيره من معاني القرآن لمعرفة التماثل والتناسب والتناسق بينها.
الثالث: النظر في المعنى بالموازنة مع ما يخبر عنه من سنن الله تعالى لمعرفة التطابق بينه وبينها. ويمكن تسميته: النظر في المعنى بالموازنة مع الواقع ومدى مطابقته له.
وهذان النوعان يدخلان في معنى التدبر من جهة أن التدبر نظر في الأدبار والعواقب.
وتوضيح ذلك أن عاقبة معنى الآية وما يؤول إليه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: بالنسبة إلى المعاني الأخرى في المواضع الأخرى من حيث التناسب ونحوه.
القسم الثاني: بالنسبة إلى ما يخبر عنه إن كان خبراً من حيث المطابقة وعدمها.
الرابع: النظر في قوالب المعاني «الألفاظ والتراكيب والأساليب» من جهة فصاحتها وبلاغتها في أنفسها.
الخامس: النظر لها بالنسبة لأمثالها من ألفاظ القرآن وتراكيبه وأساليبه من حيث التناسب وعدمه.
المطلب الثاني: منهج التدبر في ضوء الدراسة التحليلية لآياته:
أولاً: معالم من منهج التدبر في ضوء مفهومه في القرآن.
1 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الدراسة العميقة لظروف نزول الآية البيئية واستنباط المقاصد والأهداف التي نزلت لتحقيقيها.
2 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها واستنتاج الوظيفة التي تقوم بها في سياقها.
3 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الدراسة العميقة للمفردة القرآنية في الآية ومعرفة الأصل اللغوي لها والمعاني التي وردت لها في لغة العرب وملاحظة تطورها، ومن ثم الموازنة بين تلك المعاني وألفاظ السلف في تفسيرها، ومعرفة علاقة كل ذلك بالمقصد والهدف الذي جاءت من أجله في سياقها.
4 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة تركيب الجملة أو الآية وموازنته مع معناها المقصود المتبادر، وتوجيه ما يحتاج إلى توجيه، من تراكيب قد تفهم على غير معناها المقصود.
5 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: العناية بأساليب القرآن التي سيقت تلك المعاني من خلالها، ودراستها بعناية، ومعرفة ما تدل عليه من المعاني، وفرز تلك المعاني والأغراض التي جاءت لها هذه الأساليب، ومن ثم موازنتها بما يتم التوصل إليه من معاني اللفظ أو التركيب، ورصد المعاني الجديدة في تلك الأساليب، وعدم إغفالها في فوائد الآيات.
6 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: العناية بأساليب القرآن وبيان ما تدل عليه من إعجاز بياني، وما يدل عليه ذلك من أن القرآن من عند الله.
7 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة القرائن السياقية التي صحبت المفردة أو الجملة محل التفسير، ومعرفة المعاني التي تدل عليه تلك القرائن، والموازنة بين تلك المعاني والمعاني التي تدل عليها اللفظة أو الجملة أو الآية المقصودة بالتفسير، والتنبيه على تعدد المعاني عند وجودة، والإشارة إلى الموقف من تلك المعاني جميعاً.
8 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: فهم المعنى العام المقصود بالجملة أو الآية بدقة.
¥