إلاّ مضافا إلى الكعبة، أو إلى ياء المتكلم، نحو: "نَرَبِّ الكعبة" و"تَرَبى" وحكي بعضهم "تالرحمنِ"، و"تَحياتِك لأفعلن"، وإن ثبت فهو في غاية الندور، أمّا السبعة الباقية من حروف الجر وهي: "مِن" و"إلى" و"في" و"عن" و"على" و"الباء" والام، فتحر الظاهر والمضمر، ولا تمتنع من شيء من الظواهر، نحو: {مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] ومُثُلُها ظاهرة.
(بعَض وبيّن وابتدئ في الأمكنه ... بـ"مِن" وقد تأتي لبدء الأزمنه)
(وزِيد في نفي وشبهه فجرّ ... نكرةً، كـ "ما لباغٍ مِن مَفَر"
ذكر لـ"مِن" خمسة معان، تتضمن هذان البيتان منها أربعة:
أحدها: التبعيض، ويعرف بصحة وقوع "بعض" موقعها، نحو: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوبة: 103].
الثاني: بيان الجنس، ويعرف بصحة الإخبار بما بعدها عما قبلها، نحو: {أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الكهف: 31].
الثالث: ابتداء الغاية، بلا خلاف في المكانية، نحو: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.