ليتحلق عشرَة عشرَة وليأكل كل إِنْسَان مِمَّا يَلِيهِ قَالَ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا قَالَ فَخرجت طَائِفَة وَدخلت طَائِفَة حَتَّى أكلُوا كلهم يَا أنس ارْفَعْ فَرفعت فَمَا أَدْرِي حِين وضعت كَانَ أَكثر أم حِين رفعت الحَدِيث
وَمن ذَلِك مَا فِي البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه أهْدى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدح لبن فَدَعَا أهل الصّفة فَشرب كل وَاحِد مِنْهُم مِنْهُ حَتَّى رُوِيَ ثمَّ شرب أَبُو هُرَيْرَة حَتَّى رُوِيَ ثمَّ شرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمن ذَلِك مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَة فَاشْترى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة وذبحها لَهُم وَأمر بِسوار الْبَطن أَن يشوى قَالَ وأيم الله مَا فِي الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة إِلَّا من قد حز لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حزة من سوار بَطنهَا إِن كَانَ شَاهدا أعطَاهُ وَإِن كَانَ غَائِبا خبأ لَهُ فَجعل مِنْهَا قَصْعَة وأكلوا أَجْمَعُونَ فشبعنا وَذكر أَنهم حملُوا الفضلة على الْبَعِير
وَمن دَلَائِل نبوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث جَابر أَن وَالِده اسْتشْهد وَترك دينا وَترك سِتّ بَنَات فَلَمَّا حضر جدَاد النّخل قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت قد علمت أَن وَالِدي قد اسْتشْهد يَوْم أحد وَترك دينا كثيرا وَأَنِّي أحب أَن تراك الْغُرَمَاء قَالَ اذْهَبْ فبيدر كل ثَمَر على نَاصِيَة فَفعلت ثمَّ دَعوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا نظرُوا إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ أغروا بِي تِلْكَ السَّاعَة فَلَمَّا رأى مَا يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ جلس عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ ادْع لي أَصْحَابك فَمَا زَالَ يَكِيل لَهُم حَتَّى أدّى إِلَيْهِم عَن وَالِدي أَمَانَته وَأَنا أرْضى أَن يُؤَدِّي إِلَيْهِم عَن وَالِدي أَمَانَته وَلَا أرجع إِلَى أخواتي بتمرة فَسلم الله البيادر كلهَا حَتَّى إِنِّي لأنظر إِلَى البيدر الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهَا لم تنقص تَمْرَة وَاحِدَة