ومن العلوم التي كتب فيها ابن الجوزي الطب، فقد كتب "عشرة مؤلفات فيه" (?). أما بقية التخصصات العلمية الأُخرى كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها فلم يكتب فيها. ومِع هذه الثروة العلمية الهائلة من مؤلفات ابن الجوزي، فإن له تراثا علميًا ضائعًا بلغ " (233) " (?)، ويكفي ابن الجوزي ما قاله الإمام الحافظ الذهبي "ما علمت أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل" (?).
لقد كان لنبوغ ابن الجوزي المبكر، وحبه للعلم وجِدِّه ومثابرته على التحصيل، أثر كبير في غزارة إنتاجه وتنوع مؤلفاته، فقد كتب في معظم علوم عصره كما أشرنا، "وله اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو، وله من المصنفات في ذلك ما يضيق هذا المكان عن تعدادها وحصر أفرادها" (?).
وقد اتفق المؤرخون على أنه كثير الكتابة والتأليف في جميع العلوم، إلا أنهم اختلفوا في عدد مصنفاته اختلافا كبيرًا، فهذا ابن خلكان يقول: "فكتبه أكثر من أن تعدّ، وكتب بخطه كثيرًا، والناس يغالون في ذلك حتى قالوا إنه جمعت الكراريس التي كتبها، وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة، فكان ما خص كل يوم تسع كراريس، وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل" (?).
"وقال سبطه (?) سمعت جدي يقول على المنبر: كتبت بأصبعي (2000) مجلدًا ..