كما انتقده ابن رجب في ذيله على الطبقات فقال: "وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه وابن الجوزي تابع له في هذا التلون" (?)، وقد رد الذهبي نقلًا عن الموفق عبد اللطيف أسباب ذلك إلى كثرة مصنفاته دون مراجعتها فقال: "وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره" (?). بمعنى لا يراجعه. أما في التفسير فقد مدح نفسه قائلًا: "ما عرفت أن واعظًا فسر القرآن كله في مجلس الوعظ منذ نزل القرآن فالحمد لله المنعم" (?)، وكان يعتبر في "التفسير من الأعيان" (?)، وقد بلغت تصانيفه "في القرآن وعلومه سبعة وعشرين كتابًا" (?) ومن أشهرها كتاب زاد المسير في علم التفسير في تسعة مجلدات. أما في التاريخ فكان من المتوسعين، وأبرز كتبه كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، كما كان له الكثير من كتب التراجم وأخبار المشاهير. كذلك كان لابن الجوزي علم بالأدب واللغة، ويتميز بالفصاحة والبلاغة وله "ملكة قوية في السجع الوعظي" (?)، ظهرت في كتاباته ومجالسه الوعظية، "وله من النظم والنثر شيء كثير جدًّا. وله كتاب سماه لقط الجمان في كان وكان (?)، كما كان له الكثير من الأبيات الشعرية" (?)، وله كتاب المختار من الأشعار في عشرة مجلدات، وقد بلغ عدد كتبه في مجال الشعر واللغة (16) مؤلفًا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015