وجوه الاستفادة من آرائه في هذه المرحلة:
تبرز أهمية الاستفادة من توجيهات ابن الجوزي التربوية، عند وضع الأهداف العامة والخاصة لتعليم المرأة المسلمة، التي تختلف في بعض جوانب تكوينها الجسمي والنفسي عن الرجل، وتختلف عنه في وظيفتها ودورها في الحياة. لذلك يمكن أن تصاغ الأهداف وتؤلف المناهج التي تعد المرأة المسلمة لوظيفتها الحقيقية التي كلفها الله القيام بها وهي رعاية شؤون الأسرة وتربية الأجيال المؤمنة، وهذه الوظيفة الخطيرة تحتاج إلى حسن إعداد الزوجة الصالحة، والأم المربية، وهذا يتم من خلال المناهج التعليمية التي تركز على هذا الإعداد التربوي من جميع جوانبه الصحية والعقلية والنفسية والأخلاقية. وتزود المرأة بالمعلومات الكافية عن حقيقة العلاقة بين الزوجين، وما لهما من حقوق وما عليهما من واجبات، وكيفية الاهتمام بالطفل قبل ولادته وتربيته إلى نهاية حياته، وما هي الأساليب والوسائل التربوية التي يجب استخدامها لتعينها على التربية، هذا بالإضافة إلى تزويدها بكل ما تحتاجه من ثقافة إسلامية متنوعة تتعلق بوظيفتها أُمًّا وداعية لنشر الإسلام. . . الخ. وهذه الاستفادة تنبع من كون المناهج "لا تفرق بين خواص الرجال وخواص النساء -إلا في بعض الأمور اليسيرة الخاصة بالمرأة- فلا تقيم تعليمًا منفصلًا للفتاة بحكم تكوينها النفسي والإجتماعي والجسمي الحياتي، وبحكم مسؤوليتها ورسالتها وعملها، ولكنها تشترك مع الرجال في برنامج واحد، فلا تعرف لها مهمة خاصة ولا هدفًا محددًا" (?). لذلك لابد من الاهتمام بذلك عند صياغة الأهداف ووضع المناهج التعليمية حتى نضمن إعداد المرأة المسلمة الإعداد المناسب لوظيفتها الحقيقية في الحياة.
ب- أهم الآراء التربوية في مرحلة الطفولة المبكرة (?) (2 - 6 سنوات)
أهم الآراء التربوية لابن الجوزي في مرحلة الطفولة المبكرة تتمثل في الآتي: