لا يعنى أن هذه التصورات للطبيعة الإنسانية تكفي وحدها، لكي تكون مصدرًا لاشتقاق الأهداف، بل هناك نواح أُخرى متعددة -يحتاجها المجتهد التربوي المسلم- منها على سبيل المثَال طبيعة المجتمع وفلسفته وآماله ومشكلاته، وطبيعة العصر الذي نعيش فيه، وما يقدمه المتخصصون في المواد الدراسية، تلك الأمور التي تساعد على بناء حضارة إسلامية متكاملة.

والآراء التربوية التي حددها ابن الجوزي من خلال تصوره للطبيعة البشرية كما خلقها الله تعالى، يمكن الاستفادة منها في معاهد المعلمين والكليات التربوية المتخصصة، لإعداد المعلمين والمعلمات، فهي تمدَّهم بالمعلومات اللازمة عن التصور، ليستعينوا بها أثناء تدريسهم للتلاميذ، لتلافي سلبيات المناهج التعليمية الراهنة، وليطبقوا ما في توجيهات ابن الجوزي من طرق ووسائل لتهذيب النفس البشرية. ويضاف إلى ذلك أنه يمكن تعميم هذه الآراء والتوجيهات التربوية لكل من يريد أن يربي نفسه تربية ذاتية مستمرة، لأن ابن الجوزي قد وضح أساليب التحكم في الأهواء والشهوات، وأساليب تهذيب الانفعالات والعواطف بالتفصيل.

ثانيًا: أهم الآراء التربوية في تربية الطفل في ضوء مراحل النمو

تنوعت الآراء التربوية لابن الجوزي في تربية الطفل في ضوء مراحل النمو، بسبب تعدد المراحل التي تناولها، من طفولة مبكرة .. إلى بلوغ، ومن شباب إلى كهولة، وما تتعرض له كل مرحلة من مناشط مختلفة تتناسب ونمو الإنسان فيها. لذلك سأحدد الآراء التربوية لكل مرحلة، ثم أذكر أوجه الاستفادة منها.

أ- الآراء التربوية في مرحلة ما قبل الولادة (?):

1 - اختيار الشريك الصالح، لما لهما (أي الزوجين) من دور مهم في تربية الأجيال المسلمة وتنشئتها.

2 - رعاية الجنين وهو في بطن أمه من كافة الجوانب الجسمية والنفسية، لما لذلك من تأثير في تشكيل الفرد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015