خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى). . . الآية، فأمره بالمجاهدة حق المجاهدة، ثم أيدنا وشجعنا، فقال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين). فسماه محسناً، ووعده أن يكون معه، ومن كان الله معه فهو المنصور لا يغلب؛ فوعدك على المجاهدة حق جهاده، أنه هو الذي يلي هدايتك سبيله. هذا ثوابه في العاجل، فكيف بثوابه في الآجل، إذا قدمت عليه غداً بالمجاهدة، وبثمرة المجاهدة، فإن الهداية صارت ثمرة المجاهدة، وبالهداية نلت ولاية الله تعالى، وبولاية الله نلت قربة الله وزلفاه. ثم قال تعالى: (هو اجتباكم)، أي كما جعلتك من أهل جبايتي، جعلت لك نوراً، وفتحت عيني قلبك، وفتحت أذني قلبك حتى عرفتني، فالآن جاهد في ذاتي هواك وشهوات نفسك، حتى يظهر انقيادك لأمري، ويعز ديني، وتعلو طاعتي. والمجاهدة على