ادب النفس (صفحة 90)

النور، بقيت الغلفة، وهو الهوى قائماً فيما بينه وبين ربه، وكان للقلب حجابان: حجاب غطي ظلمة الكفر، فإذا ذهب الغطاء بقي الحجاب الآخر قائماً بينه وبين ربه تعالى، فهو الذي يغفله وينسيه، وهي التي تسمى غفلة؛ فلما صارت هذه النفس قائمة بظلمة هواها، وتلظى نيران شهواتها، بين قلب العبد وبين ربه، بعد أن أسلم له وانقاد، واعترف وقبل أمره، وعزم عليه، فهو يتعاصى عليه، وتستأديه الشهوات التي حرمت عليه، وتزلزله في شأن الرزق، وتوسوس إليه في نوائبها وأمورها، على تدبيرها المنكوس، وجهلها المظلم، والرب الرحيم الرءوف به، قد اختار له غير ذلك، مما هو أرفق به، وأبر له، وأزين به وأفضل، فقد شغل القلب النظر إلى ما يبدو له من تضاربه وتدبيره له، فحديث النفس وسوسة تدبيرها؛ وخيبته ومنته وأشقته وألهته، وأظلمت عليه الصدر، وهي سلاح عدوه الشيطان الرجيم، بها يخدعك ويوسوس لك، ويزين لك، ويعين هواك عليك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015