ادب النفس (صفحة 42)

وهو ممن يستعمل الهوى، فالهوى باق بعد، فهذا قلب قد تاب ولم ينزع، فلم يصقل قلبه بعد؛ وذلك أن المرآة المصقولة إذا نظرت فيها أرتك عن اليمين وعن الشمال، وخلفك وأمامك، فإذا قلبت بها إلى عين الشمس هكذا، فلاقى نور المرآة نور الشمس، وجدت الشمس تشرق في مكانك وفي بيتك؛ فكذلك إذا صقلت

مرآتك، وهي قلبك، نظرت عنها إلى الجنة والنار، وإلى بهاء الحسنات، وإلى جمالها مرتبتها، وإلى قبح السيئات، والى الدنيا والآخرة، وإذا نظرت فيها إلى تدبير خالقك، تراءى لك عجائب، وذلك النور الذي تجده عندك، إذا أقبلت بمرآتك إلى عين الشمس، ليس هو الشمس، إنما هو نور حدث من بينهما، فإذا صفا قلبك من الهوى، حينئذ تجد اليقين، لأن اليقين هو نور يحدث على قلبك من نور معرفتك، ونور إلهك الذي هو نور السموات والأرض ونور كل شيء، فإذا أقبلت على الله تبارك اسمه، أشرق القلب بالنور، فذلك اليقين؛ وإذا كان بالمرآة صدأ فقلب بها إلى عين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015