ومما يدخل في ذلك ما كان مستنكر الظاهر، وإن كان معناه سليما بعد تدقيق النظر فيه.
قال الماوردي رحمه الله: "وما يجري مجرى فحش القول، وهجره، ولزوم تنكبه ـ ما كان شنيع البديهة، ومستنكر الظاهر، وإن عقب التأمل سليما، وبعد الكشف، والرؤية مستقيما"1.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا ينبغي التصريح بالعبارات المستكرهة صراحة ما لم تدع الحاجة ـ كما مر ـ.
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس به، بل هو المتعين؛ فإن تحصيل الإفهام في هذا أولى من مراعاة الأدب2.
20ـ صرف الإنكار على غير معين: فذلك مما يندرج في سلك أدب الموعظة، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يأخذ في التأديب والزجر عما لا ينبغي مأخذا لطيفا، حتى إنه لا يوجه الإنكار إلى الرجل الذي صدر منه الخطأ بعينه، ما وجد في الموعظة العامة كفاية من باب قوله: "ما بال أقوام".
جاء في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية" 3.
وقد بوب البخاري رحمه الله لهذا الحديث في "باب من لم يواجه الناس في