الحلم والعلم خلتا كرم ... للمرء زين إذ هما اجتمعا
صنوان لا يستتم حسنهما ... إلا بجمع بذا وذاك معا
كم من وضيع سما به الحلم وال ... ـعلم فحاز السناء وارتفعا
ومن رفيع البنا أضاعهما ... أخمله ما أضاع فاتضعا1
5- التجمل والعناية بالمظهر بلا إسراف: فهذا- وإن لم يكن من الصفات التي تقوم عليها الخطابة- أمر يحسن العناية بع؛ لأنه مطمع الأنظار. والنظر يفعل بالقلب ما يفعله الكلام في السمع؛ فهو من هذه الناحية لا ينقص اعتباره عن اعتبار الصفات الأصلية؛ فيحسن بالواعظ أن يراعي ذلك, وأن يعتني بمظهره, وطيب رائحته, وما شاكل ذلك.
قال ابن حجر المكي –رحمه الله- في معرض حديث له عن الرياء: "وقد يطلق الرياء على أمر مباح, وهو طلب نحو الجاه والتوقير بغير عبادة, كأن يقصد بزينة ثيابه الثناء عليه بالنظافة والجمالة, ونحو ذلك."
إلى أن قال: "وهذا مما تستمال به القلوب؛ إذا لو سقط من أعينهم لأعرضوا عنه؛ فلزمه أن يظهر لهم محاسنه؛ لئلا يزدرون؛ فيعرضوا عنه؛ لامتداد أعين عامة الخلق إلى الظواهر دون السرائر؛ فهذا قصده –صلى الله عليه وسلم- وفيه قربه أي قربة, ويجري ذلك في العلماء ونحوهم إذا قصدوا لتحسين هيئتهم."2 فلتجمل والعناية بالمظهر- إذا- أمر حسن؛ فالله-عز وجل- جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
فالتجمل والعناية بالمظهر- إذا- أمر حسن؛ فالله- عز وجل- جميل يحب الجمال, ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.