قال- عز وجل-: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدثر: 4.
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله جميل يحب الجمال". 1
وإنما المحذور هو المبالغة في التجمل, وصرف الهمة للتأنق, واشتداد الكلف بحسن البزة؛ فهذا مما يقطع عن إصلاح النفس, ويدل على نقص الإنسان.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-:"إياكم لبستين: لبسة مشهورة, ولبسة محقورة".2
وقال بعض الحكماء: "البس من الثياب ما لا يزدريك العظماء, ولا يعيبك الحكماء".3
وقال الماوردي –رحمه الله: "واعلم أن المروءة أن مكون الإنسان معتدل الحال في مراعاة الباسه من غير إكثار ولا اطراح؛ فإن اطراح مراعاتها, وترك تفقدها مهانة وذلة, وكثرة مراعاتها وصرف الهمة إلى العناية بها دناءة ونقص.
وربما توهم من خلا من فضل, وعري من تمييز, أن ذلك هو المروءة الكاملة, والسيرة الفاضلة؛ لما يرى من تميزه على الأكثرين. وخروجه عن جملة العوام والمسترذلين.
وخفي عليه أنه إذا تعدى طوره, وتجاوز قدره كان أقبح لذكره, وأبعث على ذمه".4
وخلاصة القول أن الشارع قد فوض في أمر اللباس إلى حكم العادة, وما يليق بحال الإنسان؛ فإذا جرت العادة بلبس نوع من الثياب, وكان مستطيعا