وَمِمَّا أحكيه لَك مِمَّا أَدْرَكته فِي أَيَّام الحداثة وَمن الصِّبَا أَن الإِمَام الْمهْدي الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن رَحمَه الله تَعَالَى أحد مُلُوك الْيمن ووالد إمامنا الإِمَام الْمَنْصُور حفظه الله كَانَ لَهُ إِدْرَاك تَامّ وَفهم ثاقب واتصل بمقامه من أكَابِر الْعلمَاء المنصفين الْعَالمين بالأدلة جمَاعَة فأظهر فِي الصَّلَاة سنَن كَانَت متروكة لترك المتمذهبين لَهَا فَقَامَتْ قِيَامَة جمَاعَة من المتفيهقين المقلدين وأثاروا حفائظ جمَاعَة من شياطين البدوان الَّذين لَا يعْرفُونَ من الْإِسْلَام إِلَّا اسْمه وَلَا يَدْرُونَ من الدّين إِلَّا رسمه فتجمعوا فِي بواديهم وَقَالُوا قد خرج الإِمَام من مَذْهَب الشِّيعَة إِلَى مَذْهَب السّنة وَمن الِاقْتِدَاء بعلي بن أبي طَالب إِلَى الِاقْتِدَاء بِمُعَاوِيَة كَمَا لقنهم هَذِه الْمقَالة شياطين المقلدة ثمَّ خَرجُوا عَلَيْهِ فِي جند يعجز عَن مقاومتهم فَمَا وَسعه إِلَّا مصانعتهم بِالْمَالِ والإعلان بترك تِلْكَ السّنَن الَّتِي هِيَ أوضح من شمس النَّهَار
وأحكي لَك أَيْضا حَادِثَة أشنع من هَذِه كائنة فِي عَام تَحْرِير هَذِه الأحرف هِيَ أَنِّي لم أزل مُنْذُ اتَّصَلت بخليفة عصرنا حفظه الله مرغبا لَهُ فِي الْعدْل فِي الرّعية على الْوَجْه الَّذِي ورد الشَّرْع بِهِ وَرفع الْمَظَالِم الْمُخَالفَة لقطعيات الشَّرِيعَة كالمكس وَنَحْوه والاقتصار على مَا ورد بِهِ الشَّرْع وَعدم مجاوزته فِي شَيْء فألهمه الله سُبْحَانَهُ إِلَى الْإِجَابَة إِلَى ذَلِك بعد طول مداراة وترغيب
فَجعلت مَكْتُوبًا محكيا عَنهُ مضمونه أَنه قد أَمر عماله فِي الْعدْل فِي الرّعية وَرفع كل مظْلمَة والاقتصار على مَا ورد بِهِ الشَّرْع فِي كل شَيْء وَأَن من لم