ويستعين على بُلُوغ مَا يَلِيق بِهِ ويطابق رتبته بِمثل علم الْعرُوض والقوافي وأنفع مَا فِي ذَلِك منظومة الْجُزُولِيّ وشروحها وبمثل المؤلفات الْمُدَوَّنَة لذَلِك وأنفع مَا ينْتَفع بِهِ الْمثل السائر فِي أدب الْكَاتِب والشاعر لِابْنِ الْأَثِير
ثمَّ لَا بَأْس على من رسخ قدمه فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة أَن يَأْخُذ بِطرف من فنون هِيَ من أعظم مَا يصقل الأفكار ويصفي القرائح وَيزِيد الْقلب سُرُورًا وَالنَّفس انشراحا كَالْعلمِ الرياضي والطبيعي والهندسة والهيئة والطب
وَبِالْجُمْلَةِ فالعلم بِكُل فن خير من الْجَهْل بِهِ بِكَثِير وَلَا سِيمَا من رشح نَفسه للطبقة الْعلية والمنزلة الرفيعة
ودع عَنْك مَا تسمعه من التشنيعات فَإِنَّهَا كَمَا قدمنَا لَك شُعْبَة من التَّقْلِيد وَأَنت بعد الْعلم بِأَيّ علم من الْعُلُوم حَاكم عَلَيْهِ بِمَا لديك من الْعلم غير مَحْكُوم عَلَيْك واختر لنَفسك مَا يحلو وَلَيْسَ يخْشَى على من كَانَ غير ثَابت الْقدَم فِي عُلُوم الْكتاب وَالسّنة فَإِنَّهُ رُبمَا يتزلزل وتحول ثقته