لا يخفى عليه جيده من رديِّه، وكان يعجب بقول الشاعر:
وجاءَت إلى باب من السِّجْف بينَنا ... مُجافٍ وقد قامَتْ عليه الولائدُ
لِتَسْمعَ شعرِي وهو يَقرع قلبَها ... بوحيٍ تؤدّيه إليها القصائدُ
إذا سمِعتَ معنىً لطيفاً تنفّسَت ... له نَفَساً تنقدُّ منه القلائدُ
ثم قال: هذا والله القول، وأنا أعجب بقول الآخر حين يقول:
ما زلتُ أَهواك سؤلَ قلبي ... ما دمت بين الأَنام حَيّا
وكيف يَسلُو هَواك قلبٌ ... سَقَيْته من هَواك ريّا
أَولى لك الله ثم أَولَى ... أَما خشِيت العِقاب فِيّا
جِئت إِلينا بغير وعْدٍ ... يا حبّ من زارَنا بَدِيّا
حتّى إذا ملكْت قلبي ... وازدَدت حُسناً نعَمْ وزِيّا
نفرَت نفرَ الظباء عنّا ... فصارَ من دونك الثُّريّا