أَيَقتُلُني إذا ما كنتُ حَياً ... ويُحيِيني إذا رمَّت عظامِي
وأنشد آخر:
أَصبحتُ جَمَّ بلابِل الصَّدر ... وأبيا منطوياً على غَمْر
إن بحت طُلَّ دَمي وإن ... أَسكتْ يَضيق بذاكُمُ صَدْري
وقال: هذا لصالح بن عبد القُدُّوس العاقل المُجيد، أما سمعت قوله الآخر:
باحَ لساني بمضمَر السِّرِّ ... وذاك أَني أَقول بالدَّهر
وليسَ بعدَ الممات مُنقلَبٌ ... وإِنما المَوْت بيضة العُقْر
وهذه أمور قبيحة من سفلة الناس، فكيف من عليتهم؟ وإذا سكت الناس عنهم في حياتهم خوفاً منهم، نطقوا بها بعد موتهم تقرباً إلى الله تعالى بالصدق عنهم.
فلا يَهِيدنَّك ما تسمع؛ فإن الله تعالى لا يُقيّص للمُحسن إلا المحسن، كما لا يُلجيء المُسيء إلا إلى المُسيء.