ورأيت العَسْجَديّ يقول لجريج المقل: كيف وجدت هذا الرجل؟ يعني أبا الفضْل.

فقال: يابس العود، ذميم المعهود، سيء الظن بالمعبود، ومثله لا يَمْجُد ولا يَسود.

فقال له العسجدي: أَفلا ترى ذهه الأُبّهة والصِّيت والغاشية والموكب؟ فقال: هذا وإن كان من الدولة، فهي غير السُّؤدُد، والسلطان غير الكرم، والجِدة غير المحمدة؛ أين الزُّوار والمنتجعون؟ وأين الآملون الشاكرون، وأين المُثنون الحامدون؟ وأين الواصفون الصّادقون؟ وأين المنصَرِفون الرَّاضون؟ وأين دار الضيافة والخدم المرتبون للخدمة؟ هيهات! لا تجيءُ بالطَّقطَقة والرَّقرقة؛ أما تسمع الشعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015