وعدد الحفائر أربعة: الحفير الكبير المحيط بالربض البراني المذكور، والحفير الفاصل بينه وبين الأرباض الثلاثة من الشطابين إلى مضرب الشبكة، والحفير الهائل المعروف بالمنهاج حسبما نص عليه البكري الفاصل بين الأرباض والمدينة وهو الذي عليه القنطرتان: قنطرة باب المشاطين وقنطرة باب الفرج، والرابع الحفير الفاصل بين جنة اليانشتي من الميناء وبين ما يلي ذلك من البلد بين العرقوب إلى باب الحلويين.
وعدد المصليات ستة، أشرفها وأسناها المصلى الكبير مصلى المدينة، ومما اتصف به هذا المصلى كونه خارجاً عن المدينة داخلاً في حكمها، فوجه خروجه أنه خلف السور في براح متصل بأرض عظيمة الاتساع مشتملة على جنات ودمن ومجاشر وجبال وخنادق وشعاري وسوى ذلك، دور الجميع ستة أميال، فصار المصلى في حكم الصحراء على السنة في ذلك، ووجه دخوله هو أن البراح الموصوف بما اتصل به منقطع في وسط البحر فلا يلحق أحداً في هذا المصلى خوف من عدو