خالد/برك وعلواه بأسيافهما حتى برد، وأخذ إدريس درعين كانتا عليه وسيفه وعمود حديد كان في منطقته، ثم جرّا برجله فطرحاه بالبلاط على باب مروان.

قال مصعب:

وكان/خالد متعلقا بستر من شعر يعتصم به فإذا حمل عليه يحيى تراجع، ثم يحمل هو على يحيى فيتراجع، وقد نال كلّ واحد من صاحبه جرحا؛ ثم إنّ إنسانا من أهل الجزيرة كان مع الطالبيين خرج مصلتا سيفه متوجها نحو القتال، وخالد يراه، ولم يرياه يقصده، فحمل خالد على يحيى وهو لا يعلم ما يريد الجزيري، فعطف عليه الجزيري من ورائه وهو لا يشعر فضرب ساقيه وعرقبه ونزع البيضة عن رأسه، فضربه يحيى حتى قتله. قال مصعب: وكان هذا الجزيري أشجع من كان معهم، وقطعت يده ليلة المسابرة ثم قتل بفخّ في المعركة. ثم حمل (?) يحيى وإدريس ومعهما أولئك المبيّضة وعبد الله ابن الحسن الأفطس فقتلوا من الجند الذين كانوا مع خالد في رحبة دار يزيد ثلاثة عشر رجلا، وانهزم الناس وتفرّقوا في كل وجه، والحسين جالس محتب ما حلّ حبوته.

قال: ولم يقم يومئذ سوق بالمدينة.

قال: فركب إدريس في نحو من ثلاثين من أولئك المبيّضة، وقد كانت الجراح فشت فيهم للرمي الذي نالهم بالحجارة والنّشّاب، فداروا ساعة في المدينة، فأشرف لهم رجل من بني مخزوم أو غيره من قريش، فسألوه الكفّ عنهم وعن غشيان دورهم ومنازلهم ففعل، ورجع إلى الحسين فأخبره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015