قال: وتصايح الناس واعتزل أحبّاء آل العباس واجتمعوا إلى خالد البربري وهو يومئذ قائد الجند بالمدينة (?) وكانوا مائتي (?) رجل، وصار إليه وزير بن إسحاق الأزرق وكان (?) على صوافي الخاصة، ومحمد بن واقد مولى أمير المؤمنين وكان شريكا للعمري في الأعمال وإليه ديوان العطايا، فأقبل خالد البربري فيمن معه وخرج معه حسن بن جعفر بن حسن بن حسن على حمار له حتى دخل المسجد وأتى من ناحية موضع (?) الجنائز، فحمل عليه (?) أولئك المبيّضة فأمرهم الحسين بالكفّ عنه وإخراجه من المسجد-يعني حسن بن جعفر-وأقبل خالد البربري ومن معه من ناحية بلاط الفاكهة، فخرج الحسين وأصحابه إلى رحبة دار القضاء، فجلس فيها وجلس معه أصحابه إلاّ من تقدّم منهم للقتال، وهم زهاء ثلاثين رجلا فإنهم تقدّموا في نحور أصحاب خالد فرموهم بالنشّاب، وأقبل خالد راجلا سالا سيفه يصيح بالحسين ويشتمه ويقول:

«قتلني الله إن لم أقتلك»، فلمّا دخل الرّحبة وثب إليه يحيى وإدريس إبنا عبد الله، وبدره يحيى وكان شديد الكف والذراع مجتمع القلب، فضربه على أنف البيضة فقطعه وخلص السيف إلى أنفه فشرقت عيناه بالدم، وقد ضرب خالد يحيى بسيفه فأسرع في (?) الترس حتى وصل إلى إصبعه الوسطى والتي تليها من يده اليسرى؛ قال: ولما ثار الدم في عين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015