ويوسف يخبره أن قد اكترى له، ثم توارى عنه وذهب بالمال.
قال أبو الحسن النوفلي:
فلما وقف حسين على ما صنع يوسف طلب الكراء فلم يجده لضيق الوقت، فلم يزل يحتال للمال وللإبل حتى وجد في ذلك ما وجد وقد فاته الوقت. وقدمت (?) الجيوش مكّة ممن خرج من البصرة والكوفة وبغداد، وخرج معه ممن تبعه ومن أهل بيته زهاء ثلاثمائة رجل، فلما قربوا من مكة، وصاروا//إلى فخ ويلدح (?) تلقّته الجيوش.
رجعنا إلى رواية غيره:
فأتاهم إدريس بن عبد الله بن الحسن، وأخوه سليمان بن عبد الله بن الحسن الأفطس، وعلي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن فباتوا ليلتهم، فلمّا كان السحر (?) خرجوا إلى المسجد وقد أذّن من المؤذنين مؤذّن واحد، فحين أذّن الثاني فبلغ التشهّد أحسّ بهم (?)، فقطع الأذان لما سمع الأصوات، وتوافوا في المسجد وهم خمسة وسبعون رجلا، الفاطميّون منهم سبعة والباقون ثمانية وستون؛ فلمّا طلع الفجر دخل الناس المسجد من كلّ ناحية، فأقام يحيى بن عبد الله الصلاة، وتقدّم الحسين فصلّى بالناس، ثم انصرف إلى المنبر فخطب الناس ودعاهم إلى البيعة فتفرّقوا عنه ولم يعرّج عليه أحد من أهل المدينة، ودخل ناس من أهل خراسان وغيرهم فسمعوا مقالته، فمنهم من تقدّم فبايعه ومنهم من لم يفعل.