في كلّ وجه كان له فيه شيء. وكانت له عين ذي النخيل، وكان ذو النخيل منزلا ينزله من خرج من المدينة إلى العراق، ومن قدم من العراق إلى المدينة من الحاج وغيرهم. وكانوا يشربون من عين حسين فتناشفها الناس وحرصوا عليها (?)، فكان حسين يدّان عليها فلم ينزع عن الدين فيها حتى صار عليه/سبعون ألف دينار-وفي رواية أخرى تسعون ألف دينار-وأمسك [دينه] (?) عنده فلم يكن يبايع-فبعث المعلّى مولى المهدي فاشتراها منه بسبعين ألف دينار، وكان غرماؤه قد وعدوه الصلح والوضيعة، فكتب البريد بمكة والمدينة، فدعا المهدي بالمعلّى فسأله عن العين وشرائه إياها (?)، فأقرّ له به؛ فقال/الربيع: يا أمير المؤمنين هذه قوّة الحسين بن علي على الافساد، وهو من لا يؤمن على حدث يحدثه، فقال المهدي للمعلّى: لا تحدث فيها حدثا، ودعا ببشار (?) البرقي فأتاه، فأنفذه إلى الحسين فقدم عليه به، فلما وصل إلى المهدي سأله عن أمر العين وشراء المعلّى إيّاها، فأقرّ له به، ولم يختلف قوله وقول المعلّى في أمرها؛ وقال الحسين: يا أمير المؤمنين والله ما بقيت لي خضراء ولا عذق غيرها إلاّ صدقات عليّ والحسن بن الحسن، وانّ عليّ الثمن الذي بعتها به، ولولا الحاح الغرماء ما بعتها؛ فقال له المهدي: أتدّان سبعين (?) ألف دينار أما تتقي الله، قد أهلكت نفسك، فقال الحسين، وكان بليغا منطيقا (?): وما سبعون (?) ألف دينار يا