وحين سمع الأعيان هذه المعاني من الأمير مبارز الدين، نادوا للصّلاة فصلّوا جماعة (?)، ثم صعدوا، وأنزلوا نساءهم وعيالهم من القلعة، وأعدّوا «كاخته» وهيّأوها ثم سلّموها في اليوم التّالي لمماليك السلطان لكي يرفعوا عليها علم ملك العالم.

وصعد الأمير مبارز الدين، فأقام حفلا تلك الليلة بجوف القلعة ووصل/ اللّيل بالنّهار في الطّرب والسّرور.

وفي اليوم التّالي صرف «عز الدين بن البدر» مع سائر الأسرى في صحبة مائة فارس إلى حضرة المليك، ورفع تقريرا للديوان عن صورة ما حدث ومحاربة الشاميين وانهزامهم هم والأمير عز الدين، وتمنية أهالي القلعة. فاقترنت تلك المساعي عند السلطان بالرّضا والقبول، وأرسل إليه خلعة ملكية مع ما لا حصر له من الألطاف والإنعام. وفوّض أمر حفاظة القلعة وحراستها إلى واحد من خواصّ الغلمان، ودفع إليه برسالة جوابيّة لكي يحملها إلى البطل.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015