سَاعَة وُصُول أبي يزِيد مخلد بن كيداد إِلَى الْمصلى وانحياش النَّاس مِنْهُ فِي المهدية وَكَذَلِكَ كَانَ الْأَمر بلغ إِلَى الْمصلى ثمَّ انهزم وَلم يزل مُنْهَزِمًا من جِهَة إِلَى جِهَة وَالنَّاس كلهم لَهُ حَرْب إِلَى أَن نقض وانقرض على مَا يَأْتِي ذكره فِي أَيَّام إِسْمَاعِيل الْمَنْصُور

وَاسْتقر عبيد الله بالمهدية سنة 38 وَقتل أَبَا عبيد الله الدَّاعِي وأخاه أَبَا الْعَبَّاس بن زنادة يَوْم الثُّلَاثَاء سنة 298 ببستان فِي الْقصر وَأمر بهما فغسلا وكفنا وَصلى عَلَيْهِمَا وَأَقْبل على أبي عبد الله فَقَالَ رَحِمك الله أَبَا عبد الله وجزاك الله فِي الْآخِرَة بِتَقْدِيم سعيك والتفت إِلَى أبي الْعَبَّاس فَقَالَ وَلَا رَحِمك الله يَا أَبَا الْعَبَّاس فَإنَّك صددته عَن السَّبِيل وأوردته موارد الْهَلَاك ثمَّ قَرَأَ {وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن نقيض لَهُ شَيْطَانا} الْآيَة وَأمر بدفنهما فِي موضعهما الَّذِي قتلا فِيهِ من الْبُسْتَان ثمَّ قتل جَمِيع من والاهما من شُيُوخ كتامة وَقيل لِأَنَّهُمَا ارتدا عَلَيْهِ وَقَالا لكتامة إِنَّا غلطنا فِيهِ وَأَن الإِمَام الَّذِي دَعونَا إِلَيْهِ لَهُ عَلَامَات وَيَأْتِي بآيَات ويطبع بِخَاتمِهِ فِي الْحجر كَمَا يطبع فِي الشمع

وخلص لِعبيد الله الْأَمر وَصفا لَهُ الْملك فَملك إفريقية كلهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015