يا غلام، عليّ يسار. فدعت الذّلفاء خادماً لها وقالت: إن سبقت إلى يسارٍ فحذّرته فلك عشرة آلاف درهمٍ وأنت حرٌ. فسبق رسول سليمان فأحضره فلمّا وقف بين يديه؟ وسليمان يرعد غيرةً، قال: من أنت؟ فقال: يسار. فقال سليمان:
تثكل في الثّكل يساراً أمّه ... كان لها ريحانةً تشمّه
وخاله يثكله وعمّه ... ذو شفة حياته تغمّه
فقال يسار:
واستبقني إلى الصّباح أعتذر ... إنّ لساني بالشّراب منكسر
فإن أكن أذنبت ذنباً أو عثر ... فالسيّد المولى أحقّ من غفر
ثمّ قال: يا يسار ألم أنهك عن مثل هذا الفعل؟ فقال: يا أمير المؤمنين حملني الثّمل وقومٌ طرقوني، وأنا عبد أمير المؤمنين. فإن رأى أن لا يضيع حظّه منّي فليفعل. قال: أما حظّ منك فلم أضيّعه، ولكن لا تركت للنّساء فيك حظّاً أبداً يا يسار. أما علمت أنّ الرّجل إذا تغنّى أصغت إليه المرأة؟ وأنّ الفرس إذا صهل تودّقت له الحصان؛ وأنّ الفحل إذا هدر صغت له النّاقة. يا غلام إئتني بختّان. فختنه، فعاش بعد ذلك سنةً ومات. فسمّي الدّير دير الخصيان وبه يعرف إلى الآن.