ضحك بشّار من قوله عصا خيزرانةٍ وقال: لو زعم أنّها عصا رندٍ أو عصا ندّ لهجّنها وكان ذلك خطأً بعد أن جعلها عصاً. فهلاّ قال كما قلت:
إذا قامت لسبحتها تثنّت ... كأنّ عظامها من خيزران
وكانت ميمونة عند هشام بن عبد الملك، خلف عليها بعد العزيز قال: لو أنّ رجلاً ابتلع ميمونة ما اعترض في حلقه منها شيءٌ للينها. وقال بشّار:
إذا مشت نحو بيت جارتها ... خلت من الرّمل خلفها حقف
يرتجّ من مرطها مؤزّرها ... وفوقه غصن بانةٍ قصف.
وقد قيل في الضّخمة:
قليلة لحم النّاظرين يزيّنها ... شبابٌ ومخفوضٌ من العيش بارد
أرادت لتنتاش الرّواق فلم تقم ... إليه ولكنّ طأطأته الولائد.
وقال آخر أيضاً:
ضوء برقٍ بدا لعينيك أم شبّت ... بذي الأثل من سلافة نار
أوقدتها بالمسك والعنبر اللّدن ... فتاةً يضيق عنها الإزار